اتّفاقيات شراكة بين النّقل والمؤسّسات النّاشئة لتطوير نظم العمل تحسين الخدمات وتقليل التّكاليف التّشغيلية..أهم الأهداف تسعى وزارة النقل في إطار استراتجيتها لتطوير القطاع إلى الاعتماد على الرقمنة، وتبني التكنولوجيا الرقمية لتحسين كفاءة الخدمات وتقليل التكاليف التشغيلية، خاصة أمام التحول الكبير الذي يشهده القطاع من خلال تبني تقنيات النقل الذكي وتطوير البنية التحتية، بما يتماشى مع متطلبات المدن الحديثة. تعتمد هذه التحولات على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحسين كفاءة النقل وتقديم حلول مستدامة وصديقة للبيئة، ممّا يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتقليل الازدحام المروري، كما ساهم التطور التكنولوجي في إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الذي يعتبر شريان الحياة. تطوير أنظمة النّقل..الهدف الأوّل قال الخبير في التكنولوجيات نسيم لوشاني ل "الشعب"، إنّ قطاع النقل بالتنسيق مع الشركات الناشئة يعمل على تطوير مختلف الأنظمة، ومثال على ذلك مؤسسة النقل الحضري والشبه الحضري "إيتوزا"، التي أطلقت أول حافلة ذكية في الجزائر العاصمة، مجهزة بنظام توجيه الركاب الأوتوماتيكي والإلكتروني، حيث تتميز هذه الحافلة بقدرتها على إعلام الركاب بمحطات السير والمواقف، تماما كما هو معمول به في أنظمة الميترو، ممّا يسهل التنقل داخل المدينة. تحتوي الحافلة أيضا على شاشات لعرض تعليمات الرحلة وإرشادات سمعية وبصرية، بالإضافة إلى تطبيق تحديد المواقع الذي يمكّن الركاب من تتبع حركة الحافلة ووقت وصولها للمحطات، مما يقلل من فترة الانتظار ويزيد من كفاءة التنقل، كما أعلنت شركات أخرى عن إطلاق عدة مشاريع في هذا الجانب على غرار مشروع "موقف حافلات ذكي" في عام 2024. يتميز هذا الموقف بشاشة إلكترونية مزودة بشبكة الإنترنت، مما يسمح للركاب بالحصول على معلومات محدثة حول مواعيد الحافلات، وإرسال إشعارات للجهات المختصة. كما يحتوي الموقف على مقاعد مريحة وإضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق الجنوبية، ممّا يجعله حلا بيئيا ومستداما، هذه المبادرة تهدف إلى تحسين تجربة الانتظار وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، مما يسهم في تخفيف الازدحام المروري. وتعمل وزارة النقل بالتنسيق مع الجهات المختصة، على إنشاء نظام تسيير حركة المرور الذكي ومركز مراقبة وتحكم في حركة السير بالعاصمة، هذا النظام يعتمد على تقنيات حديثة لتحليل البيانات وتوجيه حركة المرور بفعالية، مما يساعد في تقليل الازدحام وتحسين سلامة الطرق، كما يتم العمل على إنشاء مواقف جديدة للسيارات واعتماد تقنيات الحجز الإلكتروني للتذاكر، مما يسهل على المواطنين استخدام وسائل النقل الجماعي، ويقلل من الحاجة للتنقل بالسيارات الخاصة. تحسين كفاءة النّظام الكلي تشمل خطط عمل الوزارة - حسب الخبير - على توحيد التذاكر بين مختلف وسائل النقل وإنشاء مراكز التبادل للنقل المتعدد الأنماط، هذا التكامل يهدف إلى تسهيل التنقل بين وسائل النقل المختلفة وتحسين كفاءة النظام الكلي، كما يتم تطوير حلول تقنية للحجز المسبق للتذاكر وتوفير الموزعات الآلية في المحطات، مما يسهم في تقليل الانتظار وتسهيل الوصول إلى خدمات النقل. وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز النقل المستدام، تعمل الجزائر على تطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية، حيث أعلنت "الشركة الجزائرية للصناعة الإلكترونية والغازية" (سايغ) - يضيف لوشاني - عن خططها لتزويد محطات الوقود في البلاد بأعمدة شحن السيارات الكهربائية منذ جويلية الفارط، حسب ما ذكره المدير العام للشركة، فإن سايغ قامت بتركيب عدد من أعمدة شحن السيارات الكهربائية في 300 محطة وقود قبل نهاية نفس السنة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة والسلطات العامة ومجمع سونلغاز للتوزيع، حيث تساهم محطات الشحن في تشجيع المواطنين على اقتناء السيارات الكهربائية، خاصة بعد خفض الرسوم المفروضة على استيراد هذه السيارات، وستسمح أعمدة الشحن للسيارات بقطع مسافة تصل إلى 300 كم بعد الشحن الكامل، مما يجعلها خيارا عمليا للتنقل اليومي، كما سيتم تركيب أعمدة الشحن الكهربائية وفقًا للمعايير الدولية، مما يضمن جودتها وكفاءتها. وتعتبر تطبيقات النقل الذكية جزءا أساسيا من استراتيجية النقل المستدام في الجزائر، هذه التطبيقات تساهم في تحسين تجربة التنقل للمواطنين من خلال توفير معلومات دقيقة وفي الوقت الحقيقي حول وسائل النقل المختلفة، على غرار تطبيق "محطتي" الذي أطلقته مؤسسة "سوقرال"، حيث يتيح للمستخدمين شراء تذاكر السفر عبر الإنترنت أو عبر شبابيك الخدمة الذاتية في المحطات، باستخدام الدفع النقدي أو بطاقات الدفع البنكي، كما يسمح التطبيق أيضا الاطلاع على جداول الرحلات، حجز التذاكر والدفع الإلكتروني، ممّا يسهل على المسافرين التخطيط لرحلاتهم دون الحاجة للانتظار في الطوابير، وتطبيق "أس أو أس خطر / مخالفة" الذي تم إطلاقه للتبليغ عن المخالفات المرورية والمشاكل المتعلقة بالنقل، مثل السياقة الخطيرة أو نقائص في نظافة الحافلات، ويساهم هذا التطبيق في تعزيز السلامة المرورية، وتوفير بيئة نقل أكثر أمانًا وراحة للمواطنين. أنظمة معلوماتية لتنظيم الرّحلات اعتمدت الجزائر على أنظمة معلوماتية متقدّمة لتنظيم الرحلات، وحجز التذاكر، وتتبع الحافلات، هذه الأنظمة تساعد في تحسين إدارة أسطول النقل وتقليل التأخيرات، ممّا يسهم في تحسين تجربة النقل للمواطنين، وتنعكس أهمية الرقمنة في قطاع النقل بشكل أساسي على تحسين الكفاءة التشغيلية، حيث تساعد الرقمنة في تحسين كفاءة التشغيل من خلال تقليل الوقت والتكاليف المرتبطة بالإجراءات التقليدية، ولا ننسى توفير الراحة للمواطنين من خلال التطبيقات الذكية، حيث يمكن للمواطنين الحصول على الخدمات بسهولة وفي أي وقت، مما يوفر الجهد والوقت، بالإضافة إلى تعزيز السلامة. وتساعد الرقمنة - يضيف لوشاني - في مراقبة الأنظمة وتقديم تقارير فورية عن أي مشاكل أو مخالفات، ممّا يساهم في تعزيز السلامة على الطرق، أما البيانات والتحليل، فهي تساعد التكنولوجيا الرقمية في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالنقل، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية. وخلص الخبير إلى أن مبادرات النقل الذكي وتكنولوجيا النقل في الجزائر خطوة هامة نحو بناء مدن متطورة، وهذا من خلال تبني التقنيات الحديثة وتطوير البنية التحتية للنقل الجماعي، كما تسعى الجزائر إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين وتقليل التأثيرات البيئية السلبية، هذه الجهود تتطلب تعاونا وثيقا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف المنشودة، وبناء مستقبل أفضل للجميع.