أجمع مشاركون في اليوم الدراسي الذي نظّمته جامعة قاصدي مرباح ورقلة بالتنسيق مع مجلس قضاء ورقلة حول الوقاية من حرائق الغابات، على أنّ التصدّي لهذه الحرائق مسؤولية مشتركة. وأبرز المتدخّلون خلال فعّاليات هذا اليوم الدراسي ضرورة إيلاء أهمية للنظام الواحاتي بصفته خزّانا للتنوّع البيولوجي، مع الاهتمام بالمستثمرات الفلاحية خاصة بعد كلّ دورة زراعية، عملا على دعم الجانب الوقائي من المخاطر الكبرى. كما أكّد المشاركون على أهمية التوعية المجتمعية عبر كلّ الفضاءات المتاحة، وتسليط الضوء على المسؤولية الشرعية والأخلاقية من خلال دور المساجد، والتوعية بخصوص الآثار غير المحدّدة البيئية الاجتماعية والاقتصادية عبر المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، مع ضرورة الالتفات للتقييم النفسي والاجتماعي لمرتكبي هذه الأعمال. وتطرّق اليوم الدراسي إلى الإجراءات المتعلّقة بالجوانب القانونية والتشريعية وتطبيقها، على غرار حزم مشكلة الميراث ذات التأثير السلبي على النظام الواحاتي وقوانين ردعية لمن يستغل الأراضي الفلاحية لأغراض، بالإضافة إلى تحميل المسؤولية لمرتكبي هذه الأعمال، وكذا دعم الحماية المدنية بالوسائل المادية والإبلاغ المبكر بتنظيم النجدة والمشاركة الإيجابية. وعرف هذا اليوم الدراسي تقديم مداخلات، منها مداخلة حول الإجراءات والتدابير المتخذة في مجال الوقاية من حرائق الغابات للدكتور عبد الباسط بومادة، وحرائق الغابات إفساد في الأرض واعتداء على نظام الكون المحكم، قدّمها محمد بلقاسم بوعلاتي من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورقلة، ومداخلة حول الجرائم المتعلّقة بحرائق الغابات وتخريبها للدكتور فيصل بوعقال وكيل الجمهورية لدى محكمة ورقلة، بالإضافة إلى مداخلة حول آثار الحرائق على الغطاء النباتي والوقاية منها، قدّمتها فتيحة بوبكري من مديرية المصالح الفلاحية لولاية ورقلة. وتعرّض الدكتور رمضان زعطوط للخصائص النفسية والاجتماعية للمتسبّبين في إشعال حرائق الغابات والنماذج العلمية في علاجهم، كما تطرّق بلقاسم غريسي من مديرية الحماية المدنية لولاية ورقلة إلى تقنيات إطفاء حرائق النخيل ومحمد الأمين صوالحي من مديرية الأمن بورقلة للإجراءات والتدابير المتخذة في مجال الوقاية من حرائق الغابات، بالإضافة إلى مداخلة حول حرائق الغابات ودور الدرك الوطني في التحسيس بمجابهتها، قدّمها حسام بن ناصر من الدرك الوطني. تجدر الإشارة إلى أنّ ولاية ورقلة شهدت منذ بداية فصل الصيف عدّة حوادث مماثلة لحرائق غابات النخيل، ممّا أدّى لإتلاف أعداد كبيرة من النخيل وانحصرت الحرائق بفضل جهود تدخّل عدّة مصالح مشتركة في تسجيل خسائر مادية دون تسجيل أيّة خسائر بشرية.