نخلد بعد أسبوع ذكرى وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس في 16 أفريل، الذي أُختير يوما للعلم تكريما له ولما قدمه من أعمال جليلة للوطن والمواطن، كيف لا وهو الذي وهب حياته للعلم والتدريس رغم قسوة الاستعمار، تخرج على يديه العديد من العلماء والأساتذة والمفكرين والكتاب، كوّنوا ومازالوا يكونون أجيالا صاعدة بإمكانها رفع التحدي في عالم لا يرحم الجهال . تعود علينا الذكرى وشباب الجزائر يعيش تحولات عميقة، كان لها وقع كبير على سلوكياته وتوجهاته، جعلت البعض يستسلم للأفكار الهدامة، وبرزت إلى العلن مفاهيم وعبارات تثبط العزائم وتكسر الإرادات في الاقبال على العلم والتعلم، ك''اَلْلِي قَرا قَرا بَكْري'' و''اَلْلِي قَراوْ وَاشْ دَارُو''، التي تتداول على نطاق واسع في أوساط الشباب، لتبرير ما لا يبرر، والكل يعلم أن كل من ترك مقاعد الدراسة يأتي اليوم الذي يشعر فيه بالندم على ما ضاع. كما أن البعض ممن يقبلون على الدراسة لا يأخذون على محمل الجد مسار البحث والمعرفة، همهم الوحيد الحصول على ورقة الدبلوم بغض النظر عن المحصلة العلمية النهائية، لأن العلم بالنسبة لهم وسيلة لا غاية. يحدث هذا في الوقت الذي وُضِعَت تحت تصرف جيل اليوم كل إمكانيات النجاح ووسائل ضخمة لطلب العلم والمعرفة، وهي التي كانت غائبة عن جيل الأمس، ومن يؤمن بمقولة ''اَلْلِي قَرا قَرا بَكْري'' وأمثالها سيظل عاجزا مترددا في الانخراط في العملية الإنتاجية والبناء الحضاري بكل أبعاده، لأن العلم غاية وليس وسيلة لم يُحدَد بالزمان والمكان، فهو أحد أولى الأولويات وأوجب الواجبات، وهو عمدتنا في كل الاوقات، يؤدي إلى الابداع والابتكار وتنمية المهارات والتفكير، وبالتالي تكوين جيل يستطيع تحمّل المسؤولية بكفاءة عالية والنهوض بالوطن. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.