تسعى أدرار إلى التعريف بعلمائها وأعيانها، حيث كانت البداية بالوقوف على سيرة الشيخ محمد باي بلعالم، في ملتقى احتضنته قاعة المحاضرات ببلدية اولف (240 كلم جنوب عاصمة الولاية)، بمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف الولايات، في محاولة الظفر بإنتاجات تعزز المكتبات الجزائرية، تتعلق بموسوعات حول الاسماء البارزة التي خدمت الثقافة، العلم، والفن الوطني. أوضح ممثل وزير الشؤون الدينية والاوقاف ان تنظيم هذا الملتقى يأتي لحث الشباب على بذل الجهود لغرض التحصيل العلمي، لتدارس موضوعات وعلوم الشيخ محمد باي بلعالم، مؤكدا انه سيتم تكليف مجموعة من الاساتذة الباحثين لاعداد وطبع موسوعة حول العلامة. أكد الدكتور بن منوفي محمد، عضو اللجنة العلمية، أن الملتقى جاء للتذكير بالشيخ محمد باي بلعالم الذي خدم الثقافة والهوية الجزائرية، من خلال مؤلفات عديدة في مختلف العلوم والفنون، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الهدف من التظاهرة هو إحياء التراث والثقافة، وحمايتها من الاندثار والزوال، إضافة التعريف بهذه الشخصية العلمية للباحثين والدارسين الذين سيتمكنون من معرفة علامة ديني تفخر به منطقة اولف خصوصا وأدرار عموما. وفي سياق متصل، أبرز المتحدث أن هذا الملتقى يشارك فيه نخبة من الاساتذة والدكاترة والباحثين من مختلف الجامعات سيما من الجزائر، تيزي وزو، وهران، وغرداية، وغيرها من الهيئات العلمية. يتطرق المشاركون الى تاريخ وسيرة الشيخ باي بلعالم، والشريعة والفقه، والادب من خلال 03 محاور في 19 مداخلة، حيث يتناول الباحثون في المحور الاول «قراءة تاريخه في الرحلة العلية للشيخ باي»، «منهجيته في كتابه الرحلة العلية والمصادر الثقافية التاريخية»، و«نظرة الشيخ الى علماء إفريقيا». كما سيتطرق المشاركون في هذا الملتقى الوطني الى الجوانب الفقهية عند الشيخ باي والتجديد الفقهي في فتاواه، إضافة الى الجوانب الفقهية والبراعة ومنهج التأصيل لدى محمد باي بلعالم. أما المحور الثالث، يتناول فيه الباحثون الى دراسة لغوية في منظومة غريب القرآن، والجوانب الاصلاحية والاجتماعية عند الشيخ محمد باي بلعالم، فضلا عن الدرس النحوي والصرفي والخطاب الرحلي عند ذات العلامة . ويأتي هذا الملتقى الوطني في بلدية أولف في اطار الاحتفالات المخلدة ليوم العلم، حسب ما أوضحه ممثل وزير الشؤون الدينية بوزيد بومدين. كما أبرز ذات المتحدث أن هذا الملتقى هو أول تظاهرة تتناول مسيرة وأعمال العلامة الشيخ محمد باي بلعالم، قائلا: «نسعى الى تطوير الملتقى دوليا، ومن الممكن أن تنقل هذه المحاضرات والفعاليات الى ولايات أخرى باعتبار أن الشيخ باي هو علامة للجزائر وللعالم الاسلامي وليس لأدرار فحسب» . للإشارة، ستنظم مستقبلا لقاءات حول أعيان وعلماء بعض المناطق، الذين لعبوا دورا هاما في الوحدة الوطنية والوئام والاصلاح وفي التضامن المجتمعي.