هي الآلة القمعية... الآلة التي سياطها من حديد،،، السام والقاتل... هي الممارسات التي تدينها كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية... أساليب يجيدها هذا الكيان الذي تفنن.. في أبجديات الأسر والتعذيب، ضاربا كل حدود الجغرافيا والتاريخ. بالأمس القريب صرخة «وامعتصماه» زلزلت حدود الممكن فأقسم المعتصم.. لله نذره... حتى حرر هذه الأسيرة من سبيها... واسترجع كرامتها.. يصبح الأمس في خبر كان... ويرحل المعتصم... تاركا خلفه صيحات الألاف من الأسرى الفلسطينيين المشتتين، والمرحلين.. والمعذبين يتقاسمون الأمراض بشتى أنواعها، الفتاكة والقاتلة، والإعاقات المختلفة (جسدية، ذهنية، نفسية، حسية). ليتضاعف عدد الأسرى في منحنى تصاعدي. حتى وصل عدد الشهداء الأسرى 204 أسيرا منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح والرصاص الحي ضد الأسرى، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن، متأثرين بالأمراض التي لاحقتهم حتى خارج أسوار تلك القصور الشائكة... والمصفحة إن 123 أسيرا يشكلون مانسبته 63٪ من إجمالي الشهداء. كانوا قد إستشهدوا في الفترة الممتدة من العام 1967 وحتى بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000. وأن 81 أسيرا إستشهدوا. منذ سبتمبر عام 2000 وحتى اليوم كان آخرهم الشهيد «ميسرة أبو حمدية». وقد شهدت سنة 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حيث إستشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي. إن قضية الأسرى هي قضيتنا نحن قضية العدالة الإنسانية، المجتمع الدولي.. هي قضية كل الضمائر الحية... المطالبة بتحرير الإنسان من السجان وخلق المواثيق التي يجب احترامها من الجميع. إن الأسير الشهيد «ميسرة أبو حمدية» شهيد الأمة... شهيد القضية الفلسطينية، لن يكون الآخر والأخير... لأن الجميع مستعد لأن يكون رمزا للتضحية والفدا... لاغرر في ذلك. فأرض ثاني القبلتين وأول الحرمين أمانة في أعناق الجميع. والذود عن الأرض والعرض أسمى صور الكفاح. هذه تأوهات صرخة مدوية.. وصورة من لقاء «الشعب» حول قضية الأسرى الفلسطينيين.