مازالت بعض الأصوات النشاز، تحاول تعكير صفو الإستقرار والأمن في الجزائر، محاولين زرع الفتنة والبلبلة، عبر أبواق مستعارة مأمورة، لصبّ زيتهم المستعمل على نار كانت بردا وسلاما علينا. صحيح إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الآخرين بالحجارة، فربّما حجر عابر.. غادر يعكّر هدوء الغير، فيتحول الهدوء إلى زوبعة لا أول ولا آخر لها. خرج بوق من المخزن الملكي ضاربا عرض الحائط، كل المواثيق، والاتفاقيات الدولية التي ضبطت الحدود الجغرافية لكل بلد، منتهزا فرصة انعقاد الدورة 31 لاجتماع وزراء خارجية المغرب العربي ليدعو المخزن لاستعادة تندوف، وبعض بلديات بشار إلى المغرب، وكأن الأمين العام لحزب الاستقلال «حميد شياط» قد إنقشع حلمه اللحظة بعد نوم دام 50 سنة.. فهل هذه الحملة العدائية التي ما فتئت الجارة المغرب تسمعنا إياها، نابعة من الشطحات القديمة التي ورثوها أم هي إيقاعات عابرة لسمفونية قديمة يريد المخزن إسماعنا إياها، كلما تعلق الأمر والظرف بقضايا مصيرية تدخل في إطار تقارب الشعبين الجزائري والمغربي!.. إن مسألة الحدود (الوهم)... التي خرج بها أمين عام حزب الاستقلال، والذي حزبه شريكا في الائتلاف الحكومي، هي عُملة لازدواجية الخطاب السياسي المخزني، تارة مع فتح الحدود وأخرى مع المطالبة بإعادة رسمها من جديد! على أن يستحي قليلا أمام ما يعانيه مواطنو الداخلة من إضطهاد وتعذيب وملاحقات من البوليس المغربي، ضد أصوات تصدح بالحرية.. فهل يعي المخزن أن مسألة الحدود.. بالنسبة للجزائر هي مسألة تم الفصل فيها بإسم الشرعية الدولية، ولا يمكن العودة إليها إطلاقا.. والعبرة بالعمل لا بالقول.