أخرج الترمذي وأبو داود وأحمد وغيرهم واللفظ للترمذي في أبواب فضائل القرآن باب 21 بسنده إلى عرباض بن سارية أنه حدث أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد يقول: ''إنّ فيهنّ آية خير من ألف آية''. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الشيخ الساعاتي في تخريجه وشرحه لمسند الإمام أحمد عند هذا الحديث، وأخرجه أبوداود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن وحسنه أيضا الحافظ. قال: وقال النسائي: قال معاوية: يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستاً من سورة الحديد والحشر والحواريين، يعني الصف وسورة الجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى. قال: وأبهم هنا أي في الآية التي هي خير من ألف آية، كما أبهم ساعة الإجابة في يوم الجمعة وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، محافظة على قراءة الكل كما حوفظ بذلك على إحياء جميع يوم الجمعة العشر الأواخر. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره الآية المشار إليها في الحديث هي اللّه أعلم قوله تعالى: ﴾هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴿، والظاهر واللّه أعلم أنه رحمه اللّه، قال ذلك عن توقيف لأنه لا دخل للاجتهاد في مثل هذا واللّه أعلم. لقد ورد في فضل الآية الكريمة التي أشار إليها الحافظ ابن كثير ﴾هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴿ هذه الفائدة العظيمة، وهي أن هذه الآية علاج ناجح لما يدور في النفس من الوساوس. أخرج أبو داود في سننه في كتاب الأدب باب رد الوسوسة بسنده إلي أبي زميل قال: سألت ابن عباس فقلت ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: واللّه ما أتكلم به، قال: فقال لي أشيء من شك؟ قال وضحك قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل اللّ سبحانه وتعالى: ﴾فإن كنت في شك ممّا أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك﴿، قال فقال لي إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هذا وهناك أدوية أخرى لرد الوسوسة فلتراجع في مكانها، وقد كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يأمر أصحابه إذا أراد أحدهم أن ينام أن يضجع على شقه الأيمن ثم يقول: ''اللّهم ربّ السموات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كل شيء فالق الحب والنوي ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنّا الدين واغننا من الفقر''.