يخيّم العنف على المشهد العام في مصر الذي ازدادت حدّته منذ عزل الرئيس محمد مرسي من طرف الجيش، نهاية شهر جوان الماضي، إذ تحوّلت سيناء الحلقة الأضعف في معادلة الأمن القومي المصري إلى أكبر مسرح للفلتان الأمني الذي تعيشه البلاد، خاصة بعد توعّد متشددين بشنّ حرب على الشرطة نظير عزلها للرئيس، وبالفعل، فقد تعرضت نقاط أمنية بالقرب من قناة السويس وعلى الحدود مع غزة لهجومات بالرصاص والقذائف أسفرت عن سقوط 13 فردا من الجيش منذ بداية المواجهات، كما تم استهداف خط أنبوب غاز موجه إلى الأردن أوقف تزويدها بالغاز في تسجيل عودة إلى ممارسات توقفت منذ سنة، في حين كانت خطوط الغاز عرضة لاعتداءات متكررة في منطقة سيناء التي أدخل الوضع فيها الجيش في حالة تأهب قصوى لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، إلا أن ذلك لم يمنع حدوث اعتداءات جديدة، حيث تعرضت حافلة تقل عمالا لمصنع إسمنت في سيناء، أمس، إلى هجوم بقذيفة (آر.بي.جي) أسفر عن مقتل 3 منهم وجرح 17 آخرين، وقد تحدثت مصادر على أن القذيفة أخطأت هدفها، حيث كانت موجهة صوب عربة مصفّحة تابعة للشرطة مكلّفة بالمرافقة والتغطية الأمنية للعمال منذ تردّي الوضع. هذا، ونفى الجيش أي إتصالات بقياديين في حزب الحرية والعدالة الذين دعاهم إلى التوقف عن الدعاية المغرضة ونشر الإشاعات لبث الفتنة بين الشعب المصري وجيشه، في الوقت الذي تواصل فيه المروحيات إلقاء منشورات على المعتصمين في رابعة العدوية تطالبهم بفض الإعتصام والعمل على بناء الوطن والتوقف عن شلّ الحياة العامة، خاصة وأن سكان رابعة العدوية أصدروا بيانا استنكروا الحصار المفروض عليهم جرّاء إعتصام الإخوان، الذي أصدر النائب العام في حق 14 من قياداتهم أمرا بالتحفظ علي أموالهم، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، ومباشرة تحقيق قضائي مع الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد رفع دعاوى ضدّه بتهمة التخابر مع الخارج والهروب من السجن عقب ثورة 25 جانفي. وعلي الصعيد الدبلوماسي، وصل أمس نائب وزير الخارجية الأمريكي «وليام بيرنز» إلى القاهرة للقاء مسؤولي المرحلة الإنتقالية وتأكيد دعم بلاده للعودة إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا، وفق خارطة طريق، أكدت القوات المسلحة، أمس الاثنين، الإلتزام التام بها نزولا عند رغبة وتطلعات الشعب المصري الذي أقرّها، وهو إلتزام ألحّ عليه وأكده عبد الفتاح السيسي لدى لقائه بقادة وضباط الجيش الذي تدخل حسبه بعد فشل القوى السياسية في التوصل إلى حلّ توافقي للأزمة التي كادت ترهن مستقبل البلاد وقد تزامنت هذه التصريحات وزيارة «بيرنز» الذي لا يتضمن جدولها لقاء قادة الجيش المصري. الإخوان من جهتهم، خرجوا في مظاهرات حاشدة، أمس الاثنين، في خطوة تحمل رسالة قوية إلى المسؤول الأمريكي، علّها تغيّر شيئا في موقف البيت الأبيض.