نشط سهرة أمس بالمجلس الأعلى للغة العربية، الأستاذ السعيد بن زرقة مداخلة حول اللغة في الأدب الساخر، وذلك في أجواء رمضانية حتى منتصف الليل مما أضفى على النشاط نكهة مميزة، دخلت فيها النكتة واخذت جانبا مهما من النقاش والحديث. أسهب المداخل في مسألة السخرية أو الأدب السخري، أين طرح جملة من الاسئلة ذات أهمية بعنوان المداخلة، هل يمكن أن نحصره في جملة واحدة، من هو الكاتب الساخر؟ أي لغة هي أقرب للسخرية الفصحى، أم العامية، هل تكفي الجرأة وحدها لتصنيف هذا الأدب ما هي أنواعه، هل من يكتب قصة ساخرة نقول عنه، كاتب ساخر، اضافة هل عدم وجود انطولوجياغيت هذا الادب؟ الأدب الساخر، هو عمل ابداعي يجيد صاحبه التمييز بين الهزئ والتهكم، والنكتة والاضحاك. وهي عملية بناء طويلة يشتغل فيها صاحب النص على مشاعر واحاسيس، يولج في ذات المتلقي ليدغدغه بومضة عابرة تريحه فهي تتبخر ولاتورث. فإذا كانت السخرية، هي السقف الأعلى لليأس فإن الكاتب يجد أمامه كل الأبواب موصدة وبالتالي فان الجرأة والحرية تجعلانه في عملية انتحارية.وقد ذكر الاستاذ بمجموعة من الاسماء التي كتبت وأرخت لهذا النوع من الأدب فذكر على سبيل المثال في الجزائر رضا حوحو، أبو العيد دودو، أبو ليوس، عمار يزلي، السائحي الكبير، ناصر بوجحام الفيروزي، ومنامات الوهراني دون أن ينسى الأديب توفيق الحكيم ومحمد الماغوط الذي كتب عن زكريا ثامر.وبالتالي هناك أسماء أرخت للادب السخري، وعرج المداخل على ظهور وانتشار هذا الأدب في مصر وخاصة بعد الثورة الاخيرة حيث أصبح التعاطي معه عبر وسائل الاعلام وبعض الكتب، مما جعله في مقامه السيد.وقد فتح النقاش للحضور الذي كان مميزا في سهرة رمضانية، أين تدخل كل من الدكتور بدري، وعز الدين ميهوبي، وصديقي هذا الاخير الذي نكت فعلا مما جعل الحضور يتجاوبون معه في تدخله وافترق الجميع على مناشدة المجلس للاعلان عن مسابقة للكتاب السيناريوهات يكون الأدب الساخر هو موضوعها.