تشهد منطقة شرق افريقيا في السنوات الاخيرة نموا اقتصاديا ملحوظا، سواء باعتمادها على الثروة المعدنية او الاستثمارات المباشرة للدول الآسياوية او الموارد الطاقوية التي تصدرها، وتتوفر في هذا الاطار على احتياطات عالية تنبئ باحداث انطلاقة قوية للمنطقة خاصة في ظل الاستقرار السياسي النسبي الذي تعرفه. وتشير تقديرات إلى أن الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي قبالة سواحل تنزانيا وموزمبيق كفيلة باحداث التطور ودفعت هذه الاكتشافات وغيرها في شرق افريقيا العام الماضي أسعار أسهم شركات صغيرة للصعود وأججت معارك استحواذ وأقلقت منتجي النفط في مناطق أخرى. وبدأت مناقشة كيف يمكن أن تسهم الثروة التي تجلبها هذه الموارد في تحسين مستوى المعيشة بدلا من أن تتسبب في تفاقم الفساد وتشويه اقتصادات شرق افريقيا التي تتميز بتنوع نسبي في الوقت الذي تبدأ فيه الانطلاق لأفق أرحب. وبزغ نجم شرق إفريقيا كمنطقة منتجة للنفط في السنوات الأخيرة رغم أن الاكتشافات في أوغندا وكينيا أصغر منها في عمالقة غرب إفريقيا إلى الآن. وطغى على الحماسة تجاه النفط اكتشافات معظمها لغاز بحري قبالة الساحل الشرقي لافريقيا على المحيط الهندي من كينيا إلى موزمبيق. وقال «نيك كوبر» الرئيس التنفيذي ل«اوفير انرجي» التي ارتفع سعر أسهمها بشكل كبير في أربعة أشهر «الإثارة لا تتوقف. الأنباء تتابع بسرعة وبقوة». وأكدت مجموعة من الشركات العالمية العملاقة في مجال الطاقة على ان اكتشاف مهم قبالة سواحل تنزانيا. واعلنت اناداركو بتروليوم الامريكية للتنقيب عن النفط ومجموعة ايني الايطالية للنفط عن اكتشافات أكبر قبالة سواحل موزمبيق، قدرت ب4 . 1 تريليون متر مكعب أي ما يعادل تقريبا احتياطي ليبيا المؤكد. وقالت ايني الايطالية إن منطقة تنقيب مجاورة ربما تحتوي على 52 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وعبر الحدود تقول بي.جي واكسون موبيل وشتات اويل إن ربما لديها 20 تريليون قدم مكعبة. وتعتبر شرق إفريقيا مستقرة سياسيا مقارنة بكثير من المناطق في الشرق الأوسط ومناطق عديدة في إفريقيا رغم أن القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي ربما يثيرون قلقا بشأن الشحنات الضخمة من الوقود. وستكون شركات التنقيب الصغيرة المستفيد الفوري من الطفرة. وثمة درسا مستفاد من الدول على الطرف الغربي للقارة مثل نيجيريا وانغولا حيث تفتقران لحكم قوي و أضحي إيجاد وسيلة للحصول على حصة من منتوج النفط والغاز الهدف الرئيسي.وتدفع ثروة الموارد الطبيعة الصفوة لترسيخ إقدامهم ويتفاقم الفساد. وهذه المشكلة قائمة بالفعل في دول شرق إفريقيا التي كان التنوع مصدر قوتها في أغلب الأحوال حيث تتباين مصادر الدخل من سياحة وتعدين وسلع زراعية. الوكالات