بعد ثلاثة أيام من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، أعلن زير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس التوصل إلى اتفاق على آلية للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية. وشدد كيري على ضرورة تدمير أسلحة سوريا الكيماوية، مطالباً دمشق بتقديم قائمة بأسلحتها خلال أسبوع. وأعلن في مؤتمر صحافي مع نظيره سيرغي لافروف، أن خطة إزالة الكيمياوي السوري يجب أن تكون شفافة وذات مصداقية وقابلة للتطبيق. وأوضح أنه تم الاتفاق على تقييم مشترك حول كمية ونوع الأسلحة الكيماوية التي تملكها بلاد الشام. وأبان رئيس الدبلوماسية الامريكية أن بلاده ستشارك في تمويل إزالة أسلحة سوريا الكيماوية، إلى جانب مساهمات أخرى من المجتمع الدولي، قبل ان يضيف بإن عملية تدمير هذه الأسلحة يجب أن ينتهي منتصف العام المقبل. ومن جانبه، قال لافروف إنه تم التوصل إلى وثيقة حول التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا خلال وقت وجيز،وذكر أن دمشق ملتزمة بقرار الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وشدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة تجنب السيناريو العسكري الذي سيكون مدمراً للمنطقة، ويضع العلاقات الدولية على شفا هاوية. وأبان أن الوثيقة التي تم إقرارها حول التخلص من كيماوي سوريا تحتاج إلى آليات عمل من خلال مجلس الأمن الدولي. وحول الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية، قال وزير الخارجية الروسي إنه يجب على المعارضة السورية أن تكون مستعدة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، والذي نسعى لعقده خلال الشهر الجاري، ولكنه ربما يتأجل للشهر المقبل. وأفاد بأن التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا خطوة نحو التخلص من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط بالكامل. وتوقع لافروف التطبيق الكامل لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، موضحاً أن أي اتهام حول استخدام الكيماوي يجب التحقق منه، منعاً لتقديم معلومات مغلوطة. وأوضح أن استخدام القوة من مجلس الأمن ضد أي انتهاكات حول استخدام الكيماوي سيكون بعد إثبات ذلك بالأدلة. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس لا يتضمن أي شيء عن استخدام محتمل للقوة إذا لم تذعن سوريا. وكان أمس هو اليوم الثالث من المحادثات بين الوزيرين الأمريكي والسوري حول مبادرة طرحتها موسكو ووافقت عليها دمشق، بوضع مخزون الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي بهدف إتلافها، وانضمت سوريا على إثرها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. ترحيب دولي بتغليب الحل السلمي هذا وقد رحبت فرنسا بالاتفاق الذي ابعد شبح التدخل العسكري في سوريا، ووصفته بأنه خطوة مهمة للأمام مضيفة بأن محادثات ستجري يوم الإثنين في باريس تتركز على تنفيذه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستوضح موقفها اعتمادا على نتائج تحقيقات مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بشأن هجوم كيماوي في سوريا الشهر الماضي. كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بدوره بالاتفاق وقال إن اجراءات عاجلة ستنفذ الآن لتنفيد الاتفاق. وكان مسؤولون كبار في إدارة الرئيس باراك اوباما قالوا يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة لا تتوقع أن يتضمن قرار لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأسلحة الكيماوية السورية احتمال استخدام القوة العسكرية بسبب معارضة روسيا. وأشارت تصريحاتهم الى أن واشنطن لن تصر على ان يتضمن قرار الأممالمتحدة استخدام القوة.