حثّ الرئيس الإيراني حسن روحاني زعماء الدول الغربية على «اغتنام فرصة انتخابه» بالانخراط مع إيران في حوار بنّاء، وأوضح أن عصر العداءات الدموية انتهى، وأنه حرّي بزعماء العالم أن يحوّلوا التهديدات إلى فرص. وفي مقال نشر، أول أمس، في صحيفة «واشنطن بوست»، عشية مشاركته في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر هذا الأسبوع قال الرئيس روحاني، وهو رجل دين معتدل محسوب على التيار الإصلاحي في إيران، أنه يجب على الدول أن تسعى إلى "نتائج مربحة للجميع" بدلا من استخدام «القوة الغاشمة» في مكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم الإلكترونية والتحديات الأخرى. وبدا جليا للجميع أن المقال تضمن إشارة واضحة من جانب الرئيس الإيراني عن استعداده لإذابة الجليد المهيمن على العلاقات مع الولاياتالمتحدة ودول الغرب بسبب اتهامه بتطوير أسلحة نووية حيث تفرض عقوبات اقتصادية على طهران. وفي نفس المقال، أبرز روحاني أن «عقلية الحرب الباردة محصلتها صفر وتؤدي إلى خسارة الجميع... للأسف التحرك المنفرد غالبا ما يطغى على الأساليب البناءة. السعي لتحقيق الأمن يأتي على حساب أمن الآخرين وهو ما يفضي إلى عواقب وخيمة». وفي اعتراف ضمني بحدوث تغير في لهجة إيران منذ انتخاب روحاني في جوان الماضي، قال البيت الأبيض أن الرئيس أوباما قد يجتمع بالرئيس الإيراني حسن روحاني هذا الأسبوع بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا الزعيم الجديد إلى «الأفعال». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الاجتماع «ممكن وكان ممكنا دائما». وأضاف «كانت هناك يد ممدودة منذ اللحظة التي كان الرئيس يؤدي فيها اليمين». وكان روحاني قد أكد في مقابلة مع شبكة تلفزيون أمريكية نهاية الأسبوع أن بلاده لن تطور أبدا أسلحة نووية وأن لديه «السلطة الكاملة» للتفاوض على اتفاق نووي مع الولاياتالمتحدة وحلفائها. من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه قبل دعوة للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في أول اجتماع بين رئيسين للبلدين منذ عام 2005. وأوضح للصحفيين قبل مغادرته باماكو حيث حضر مراسم آداء الرئيس المالي الجديد اليمين الدستورية «هناك خطة للاجتماع مع الرئيس الإيراني بناء على طلب منه». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: «يجب ألا نغلق الباب في وجهه. نريد أن نرى ما وراء الكلمات وسيجري تقييم الأمور بناء على الأفعال. ستمكننا اللقاءات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من التحقق من نوايا إيران». روحاني: «السعودية دولة شقيقة وصديقة» من جهة أخرى، وصف الرئيس روحاني المملكة العربية السعودية بأنها «شقيقة وصديقة لإيران في المنطقة»، مؤكدا مشاطرته رغبة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز في إزالة «التوترات الطفيفة» بين البلدين، تحقيقا للمصالح المشتركة ومصلحة العالم الإسلامي، على حد تعبيره. وذكر موقع «تسنيم» القريب من الحرس الثوري أن روحاني أكد في كلمة له أمام أعضاء بعثة الحج على ضرورة التنسيق في موسم الحج بين الإيرانيين. وواصل بالقول إن المملكة العربية السعودية هي شقيقة وصديقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، و«تربطنا بها قواسم مشتركة ومصالح متبادلة كثيرة»، مؤكدا ضرورة المضي قدما نحو رفع مستوى العلاقات والتواصل بين البلدين. .. ويقترح وساطة لحل الأزمة السورية أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن استعداده للقيام بوساطة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة. وأكد أنه يعتزم اتباع سياسة «اللقاءات البناءة». وقال أن «مقاربة الدبلوماسية بشكل بناء لا تعني تنازل الإنسان عن حقوقه.. بل تعني التزامه مع نظرائه، على أساس المساواة والاحترام المتبادل، لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة».