دعا ممثلو المجتمع المدني وزارة السياحة والصناعة التقليدية الى اشراكهم في الترويج للوجهة السياحية الجزائرية و المساهمة يدا بيد للتعريف بما تكتنزه الجزائر من امكانيات طبيعية ثقافية و بيئية ،عبر التحسيس ونشر ثقافة حسن التعامل مع الموروث السياحي والتطرق لمختلف المواضيع التي من شأنها ان ترفع من مستوى الخدمات ببلدنا. في هذا الاطار طالبت نادية دريدي رئيسة الجمعية الوطنية لحماية المرأة وترقية الشباب من منتدى «الشعب» ، الى ادماج المجتمع المدني في استراتيجية تطوير السياحة بالجزائر على غرار التجربة التي قامت بها وزارة تهيئة الاقليم و البيئة ،و ذلك من منطلق انه لا يمكن ان نقيم سياحة داخلية دون مواطن. كما تطرقت ذات المتدخلة الى ضرورة تحسين الخدمات التي تقدمها مختلف الهياكل الفندقية ببلادنا التي تعد المرآة العاكسة للمستوى الذي نحن عليه ، وتشجيع السياحة لدى المواطن للخروج من السياحة الحضرية والنمطية المعتادة لان اليوم المطلوب منا هو ابتكار وسائل جديدة لتطبيق الاستراتيجية المسطرة . من جانبها تحدثت سميرة السقا أستاذة علم الاجتماع عن أهمية نشر الثقافة السياحية لدى الفرد الجزائري لا سيما لدى النشئ من خلال التقرب الى المدارس ،وكذا اشراك الجامعات لرفع الوعي السياحي تعلم حسن استقبال السائح والتعريف بمختلف المواقع السياحية التي تتوفر عليها مختلف المناطق. وأشارت المتحدثة الى أن الجزائر تعد من اجمل البلدان نظرا لما تتوفر عليه من زخم طبيعي لكن يتعين عليها الاهتمام ببيئتها لا سيما ما تعلق بجانب النظافة التي تعطي نوعا من الارتياح في نفس السائح ،والقضاء على ظاهرة الاوساخ الآخذة في الانتشار رغم الجهود المبذولة في هذا الاطار . وركزت الاستاذة الجامعية سميرة السقا على دور وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمكتوبة في التعريف بالواجهة السياحية وبنشر الثقافة السياحية ومختلف السلوكات الحضارية التي من شأنها ان تخلق جوا من الراحة لدى السائح و تجلب انتباهه. من جانبها تساءلت الصحفية صبيحة شاكر والعضو في المرصد الوطني للمرأة عن الأسباب التي تحول دون تحول الجزائر قبلة سياحية بامتياز رغم ما تتوفر عليه من امكانيات طبيعية رغم أنها في وقت سابق كانت تساهم حتى في الدخل الوطني. وفي رد له على انشغالات المجتمع المدني تقاطع وزير السياحة و الصناعة التقليدية محمد أمين حاج السعيد مع ممثلي المجتمع المدني في كون انه لا سياحة من دون مواطن ، مشيرا الى أن الجزائر تسعى لإعادة بناء وجهتها السياحية من خلال التركيز على تقديم خدمات سياحية مميزة ذات نوعية وتشجيع السياحة الداخلية قبل الخارجية والتميّز هو الشعار المرفوع اليوم. وحسب حاج سعيد تسعى وزارته من خلال الاستراتيجية الجديدة الى استحداث سياحة على مدار السنة من خلال استغلال كل المواد السياحية المعتمدة بما فيها الموروث الاجتماعي بدل الاعتماد فقط على السياحة الشاطئية التي تتزامن و موسم الاصطياف فقط، بل بالتوجه نحو السياحة الجبلية والحموية والصحراوية وحتى الريفية .