عادت أجواء التضامن في عيد الأضحى بالعاصمة، حيث عرفت مختلف الأحياء حيوية كبيرة غطت كثيرا على نقص الخدمات وعدم احترام نظام المدوامة الذي نادت به وزارة التجارة, والوزارات الأخرى تطبيقا للقانون . عرف حي 8 ماي بباب الزوار أجواء تضامنية كبيرة منذ الصباح الباكر حيث وقفت «الشعب» على حركية نشيطة بعد صلاة الصبح حيث تفرق المصلون لقضاء بعض المواد الاستهلاكية والخبز الذي وجد الكثيرون صعوبات كبيرة لاقتنائه حيث لم تحترم المخابز تعليمات وزارة التجارة، وحتى المتاجر لم تجلب هذه المادة الأساسية بعد مغادرة معظم العاملين في المخابز العاصمة لقضاء موسم العيد مع عائلاتهم . وكان الإقبال على مسجد عمر بن الخطاب كبيرا حيث اضطر الكثيرون لأداء الصلاة خارج المسجد، وركز الإمام على قيم التسامح والتغافر بين المواطنين داعيا إلى تذكر الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني من الأزمات، وعدم التفريط في نعمتي والأمن والاستقرار الذي تعرفه الجزائر. ولم يفوت الإمام الفرصة للدعوة إلى التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على الوطن والوعي بمختلف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر خاصة على الحدود، وذكر الإمام بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وضرورة تجاوز الماديات في الحياة والتركيز على الروحيات وهذا في أجواء ربانية مهيبة. وافترق المصلون فيما بعد لأداء سنة سيدنا إبراهيم الخليل من خلال نحر الأضاحي أمام حزن الأطفال على فراق الكباش التي كانت أحسن رفيق لهم هذه الأيام. وعرف حي سوريكال أجواء جميلة جمعت الكثير من الأصدقاء الذين غادروا الحي وعادوا لقضاء العيد مع الأهل والأصدقاء فأضفى على الحي أجواء جميلة وزاهية طبعتها تذكر الكثير من الذكريات الجميلة التي عاشاها الجميع في مرحلة الطفولة. حتى وإن كانت بورصة أسعار الماشية قد عرفت ارتفاعا كبيرا وأخذت حيزا كبيرا من الأحاديث بين المواطنين إلا أنها لم تمنع الفرح بيوم العيد الذي لم يخلو من الأحاديث عن وقفة عرفة وعظمة مشهد الأمة الإسلامية التي صنعت الحدث في مختلف القنوات الفضائية التي لم تستطع التعتيم على أحد أعظم شعائر وأركان الإسلام. ولم يفوت المواطن العاصمي الفرصة فزار المستشفيات والمقابر لعيادة المرضى من الأهل والأقارب والترحم على الموتى الذين غادرونا حيث لم يبخل عليهم الجميع بالدعاء والرحمة والمغفرة. وعانى المواطنون من غياب الحليب والخبز وقلة وسائل النقل في مناطق غرب العاصمة التي تفتقد لخدمات الميترو الترامواي في صورة تؤكد انعدام ثقافة المواطنة لدى الكثير من التجار في انتظار ما ستقوم به وزارة التجارة من إجراءات ردعية ضد المخالفين. تنظيف الأحياء ظاهرة إيجابية قام الشباب بعديد أحياء العاصمة بتنظيف الأحياء بعد الانتهاء من عمليات النحر حيث وقفت «الشعب» على هذه الظاهرة الإيجابية بباب الزوار والأبيار، حيث تمت إزالة مخلفات النفايات المرتبطة بعيد الأضحى، كما نظفوا العمارات في صورة جميلة جدا زادت من الفرحة بعيد الأضحى المبارك. ويذكر أن «نات كوم» كانت في الموعد من خلال تنظيفها للأحياء من النفايات تجسيدا لوعودها في أن تكون في الموعد يوم عيد الأضحى.