اعتبر سعيد مقدم الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي الأمن الغذائي أكبر خطر يهدد هذا التكتل الإقليمي، خاصة وان الأرقام تعكس المعاناة الكبيرة للدول الخمس في تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال بسبب عوامل كثيرة، أهمها التصحر الذي يهدد 85 بالمائة من الأراضي الزراعية بالدول المغاربية. أثناء تدخله في الندوة التي احتضنتها جريدة «الشعب» حول «بناء المغرب الكبير والعولمة»، التي نظمتها كنفدارلية إطارات المالية والمحاسبة، قال سعيد مقدم أن رقم 30 مليار دولار - قيمة واردات الدول الخمس- يعكس العجز الذي تعيشه هذه الدول التي تتربع على مساحة قدرها 6 مليون كيلومتر مربع وسكان يتجاوز عددهم المائة مليون نسمة، واقع جعلها أهم الدول المستوردة للغذاء في العالم ما أدى إلى اعتمادها الشبه الكلي على المصادر الخارجية لتأمينه ولعل السبب الأول في ذلك ارتكاز اقتصادها على الصادرات البترولية التي خلقت هوة كبيرة بين مختلف قطاعات الاقتصاد. وأضاف مقدم أن الأمن الغذائي يلعب دورا مهما في تحقيق الاتحاد المغاربي مبرزا أهمية بعث جسور الثقة بين دول المغرب العربي وتقوية الإيمان بالعمل المشترك بينهم والوحدة المغاربية وكذا تعزيز دور المواطنة المغاربية وخلق بيئة تنافسية اقتصادية ومالية وتجارية من شأنها أن تعود بالفائدة على المنطقة ككل، ولعل قيمة المبادلات بين دول المغرب العربي الخمس الضعيفة والتي تمثل نسبة 3 بالمائة هي خير دليل على غياب تنسيق وتعاون حقيقي بينها. ولن يحقق الاتحاد المغاربي أهدافه حسب سعيد مقدم على خلفية نموذج الاتحاد الاروبي إلا إذا تمسك بكل القوانين والتشريعات التي وضعت من اجل ذلك، لأننا كما قال ملزمون بالتكتل الإقليمي او الدولي كباقي دول العالم، حتى يصبح الاتحاد ألمغاربي قوة ستغير لا محالة خارطة المنطقة كلها. وفي مقارنة قام بها سعيد مقدم بين الاستثمار الخاص في آسيا والمغرب العربي، وجد انه ضعيف، فمعدل الاستثمار الخاص في آسيا في 2012 قدر ب 30 بالمائة بينما لا يتجاوز ال 16 بالمائة في دول المغرب العربي فنجده في المغرب يقدر ب 20 بالمائة، الجزائر 15 بالمائة، تونس 13 بالمائة.