jا ناس ويا مسؤولين ويا كرام، اسمعوا وعوا، ولا تفزعوا أو تجزعوا، نقول ونكرر ونذكّر لعل الذكرى تنفع، إن حوادث الطرقات التي تأتي على العشرات يوميا، بين قتيل وجريح، حتى أصبح يطلق عليها تسمية »إرهاب الطرقات« نظرا لاستفحال »الظاهرة« ولم يعد أحد منا في منآى عنها لها أسبابها بنسب مختلفة،، غير أن السبب الرئيسي والأساسي، يكمن في الذهنيات وليس في القوانين أو مدارس السياقة. فالتهور وعدم احترام قانون المرور من طرف بعض السائقين سبب كل الكوارث التي تخلفها حوادث الطرقات، لأن القوانين المعمول بها في بلادنا هي نفسها الموجودة في البلدان الأخرى بما فيها المتقدمة.. كل ما في الأمر أن العقليات والذهنيات والتربية هي التي تختلف. وإذا سلمنا جوازا بأن المشكل يكمن في القوانين ونقص التكوين، فهل يمكننا القول أن أخطاء وتجاوزات القضاة ورجال الأمن والجمارك والصحافيين هي بسبب نقص القوانين وضعف التكوين؟ كلا، فإن قوانين هذه الأسلاك المذكورة ثرية ومضبوطة وأن عناصرها تلقوا تكوينا جيدا بمقاييس دولية.. فلا يجب إذن تعميم الحكم، واللجوء الى الحلول السهلة، التي تزيد المشكل تأزما وتؤخر ولا تقدم. وأحسن علاج في اعتقادي لظاهرة »إرهاب الطرقات« تسليط أقصى العقوبات على مرتكبي المجازر الذين لايحترمون قانون المرور، وذلك بسحب رخصة السياقة لمدة طويلة مع فرض غرامة مالية معتبرة ومعاقبة كل من يحاول التوسط لرفع العقوبة على »المجرمين«.. وأؤكد لكم أن هذا الإجراء سوف يخفف ويقلل من الحوادث، التي أصبحت حديث الخاص والعام. أما إلصاق التهمة بمدارس السياقة والممرنين فإني أرى بأن التهمة باطلة من أساسها، لأن المشكل في سحنون وليس تعريق النون - كما قال الأولون - ولله في خلقه شؤون ..!