رغم سنه الثلاثين و مستواه الثانوي ورغم أن موطن نبوغه لا يوحي بأنه سيسلك طريق الشعر ولاسيما الشعبي الا انه وجد نفسه كما يقول بين انيابه دون سابق انذار، هو لحسن إبراهيمي الشاعر الحماسي ذو الحنجرة الجهورية الذي يلهب الحضور لدى القائه لقصائده الاجتماعية، الذي التقت «الشعب» به في تيارت لتخوض في حديثها معه مسيرته الشعرية وبعض جوانب حياته. ❊ الشعب: من هو لحسن إبراهيمي؟ ❊❊ لحسن ابراهيمي: لم اعهد التعريف بنفسي لكون المستمع و المتذوق للشعر يبحث عن حنجرتي قبل هويتي، لكن اقول انا الشاعر لحسن ابراهيهي من مدينة تيارت رغم ان انحدار عائلتي من الجنوب من الاغواط . ❊ بسبب انحدارك من الجنوب، هل للمنطقة دور في نبوغك أو لجوئك للشعر؟ ❊❊ نعم الشعر تستطيع ان تقول انني ورثته، كون جميع اجدادي و اعمامي شعراء اي لم يخل بيت من عائلتي الكبيرة من شاعر. ❊هذه الإجابة تجرنا الى طرح سؤال روتيني حول بداياتك الشعرية؟ ❊❊ بداياتي كانت في سنة 1986 وكان عمري يناهز ال17 سنة وكنت مستمعا قبل ان انظم شعرا، رغم انني كنت اظهر حسب رفقائي في الدراسة بأني شاعر، ظهرت باكرا ومن بين الشعراء الذين تاثرت بهم الشيخ الهلالي والمرحوم الشيخ الحسني، الذي تأثرت به وهو من دفعني الى الشعر، اضافة الى عمالقة عالم القافية أمثال: بن كريو، والخالدي و لخضر بن خلوف و بن مسايب و بن سليمان، وخارج الجزائر من عبد العزيز المغراوي، جميع القصائد الجميلة تأثرت بها. ❊ ما هي الطبوع الثقافية والفنية التي تنشط فيها؟ ❊❊ استطيع ان اقول انني تطرقت لجميع الطبوع، لكن القصائد التي اجد فيها ضالتي تلك التي تعالج القضايا الاجتماعية لكونها تحمل هموم وانشغالات جميع فئات المجتمع ولاسيما الشباب وخاصة قضايا الساعة، و اعتبر نفسي شاعرا كسولا كون كتاباتي الشعرية لا تتعدى القصيدة الواحدة في السنة رغم انني انظمها طبعا من الطبوع ووزنا وايقاعا واتغنى بها قبل اسماعها للجمهور. ❊ هل تتذكر أول قصيدة نظمتها؟ ❊❊ طبعا لا ينسى الشاعر يوم ولادته، اول قصيدة ككل شاب يزهو بنفسه كانت قصيدة غزلية ... ❊ عفوا هلا قلت لنا مقطع منها؟ ❊❊ صعب لكن سأجمع قوايا العقلية.. ..يا صحرا وعلاه بعدت بالزين يا بيدا (البيداء) وعلاه هدمت حالي لو نحكيلك يا السامع بالتبيين حالي راه حزين والمرسم خالي في الدنيا محال نمشو مرتاحين وبدون المعشوق راه تملالي .. البيت الشعري المؤثر هو الذي يصل الى القلب عن طريق الأذن والنص الجميل هو الذي يبرز للغة جميع مفاتنها .. (هذه مقوله لشاعرنا لحسن براهيمي الذي قاطع اسئلتنا حتى يتذكر هاتين المقولتين). ❊ كلمة نختم بها هذا اللقاء الخاطف؟ ❊❊ اقول للمشرفين على الثقافة حذار «التفريط» في الشعر الشعبي الذي هو موروث تاريخي وجغرافي وأخلاقي واجتماعي، لأن قيم الشعوب وتاريخها يقاس او يعرف بشعرها الشعبي، ولما لا يخصص مقياس كامل في الجامعات للطلبة الدارسين للأدب وفنونه، واذا كان من نظموا الشعر الشعبي لا يملكون ادوات يدونون بها هذا الموروث فإنه لا عذر لنا عند «التفريط» فيه لأننا نملك كل شيء من وسائل النشر والأرشفة وتلقينه لشبابنا لأن المشافهة ضيعت لنا عدة قصائد او مراجعها على الأقل و اتلاف الموروث الثقافي وعدم توثيقه هو طمس للتاريخ اقول للشباب لا تفشلوا فوزارة الثقافة التفتت للشعر الشعبي والدليل انني اتلقى دعوات في كل ولاية، في الأخير ادعو الى اقامة مهرجان للشعر الشعبي في كل ولاية.