حالة من الامتعاض يعيشها الشارع البجاوي بكل شرائحه منذ أشهر، بسبب جملة من المشاكل التي دفعت بالسكان الغاضبين إلى العودة غلق الطرقات والاعتصامات أمام مقرات البلديات والولاية، بهدف إيصال مطالبهم إلى المسؤولين الذين يرفضون في كل مرة الاستماع لانشغالاتهم، فقد تم في الأشهر القليلة الماضية تسجيل ما لا يقل عن ست احتجاجات شعبية منها خمسة في عاصمة الولاية، حيث تتعالى الأصوات في كل مرة التي تطالب المنتخبين المحليين والولائيين للعب دور أكبر من أجل إيجاد حلول معقولة لكل هذه المشاكل تتفاقم يوما بعد يوم. وتتمثل أبرز المشاكل التي أصابت الشارع البجاوي، في عدم تلبية المطالب المتعلقة بتحسين ظروف الحياة البسيطة، كتهيئة الطرقات في عديد مدن وقرى الولاية، مثلما حدث مؤخرا في بلدية توجة عندما أقدم سكان قرية بوحاثم على غلق الطريق الوطني رقم 26 من أجل إجبار السلطات المحلية على الاستماع لانشغالاتهم ومطالبهم المتمثلة في إصلاح الطريق الولائي وتحسين ظروفهم. نفس السيناريو حدث في بلدية أميزور، حيث قام سكان قرية لبها وادا بغلق الطريق الوطني رقم 12 للمطالبة بإصلاح الطريق المؤدي إلى قريتهم وكذا بناء مدرسة ابتدائية في قريتهم، وإنهاء معاناة تنقل أطفالهم مسافة 5 كلم للالتحاق بمقاعد الدراسة، وقبلها كانت احتجاجات سكان بلدية فرعون الذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 12، على مستوى إرياحن ببلدية تالة حمزة، وهو ما خلق فوضى كبيرة على مستوى الطريقين الوطنيين رقم 12 و 24. إنسداد .. بأقو هذا وكان ممثلو المجتمع المدني بأقبو بدورهم، قد دعوا السلطات المحلية للتدخل وإيجاد حل لحالة الانسداد التي يشهدها المجلس الشعبي البلدي، والتي تعيش منذ أشهر صراعات عطلت العديد من مصالح المواطنين، وغيّبت التنمية عن هذه البلدية التي تعتبر من أغنى البلديات على مستوى ولاية بجاية، إذ تتعدى حجم إيراداتها حدود 100 مليار سنتيم سنويا. ويوجد 200 مشروع بقيمة 300 مليار سنتيم لم يشرع في انجازها بعد. وهو ما دفع بالوالي إلى التهديد، بحل المجلس الشعبي البلدي خلال شهر وفق المادة 46 من قانون البلدية، فيما لم يتوصل المنتخبون إلى تجاوز خلافاتهم، وذلك من خلال تجديد الثقة في الرئيس الحالي أو انتخاب رئيس بلدية جديد. وهذا الوضع الكارثي جعل جمعيات المجتمع المدني ببجاية، تضغط في عديد المرات على منتخبي المجلس الولائي، مطالبين منهم بذل جهد أكثر لتسريع تنفيذ المشاريع الحيوية المبرمجة منذ مدة طويلة في مدينة بجاية، خاصة في مجالات الهيدروليكية، الطرقات، والصحة، وقد احتج العشرات من سكان أحياء تقليعت، إحدادن، تازبوجت، أعمريو، وغيرها، مطالبين بإصلاحات شاملة تخص البيئة والمحيط الحضاري. ومن أجل وضع حد لهذه المعضلة عقد مؤخرا اجتماع، ضم المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي وكافة الأطراف المعنية من رؤساء الدوائر، والمنتخبين المحليين، وأكد الوالي على ضرورة فتح باب الحوار أمام المواطنين والاستماع لانشغالاته من أجل تفادي المشاكل وإيجاد حلول ترضي الجميع، من خلال استقبال المواطنين والاستماع لكافة انشغالاتهم، كما أعلن عن تشكيل لجنة ولائية تكون تحت إشرافه شخصيا، مهمتها إعادة تأهيل الإدارة والخدمة العمومية، وتضم الأمين العام للولاية، مدير الإدارة المحلية، مدير التنظيم والشؤون العامة، رؤساء الدوائر لكل من أميزور، تيشي سيدى عيش وبجاية، وكذا رؤساء المجالس الشعبية البلدية لبلديات بجاية، خراطة، وتيزي نبربر، إفناين وإلماثن، بالإضافة إلى الأمناء العامين لكل من دائرة بجاية، تيشي، تسكريوت والقصر، واثنين من الأعضاء المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي، هذه اللجنة عليها وضع تقرير شهري قبل تاريخ 10 من كل شهر، وعلى هذا طالب الوالي من الحضور بذل المزيد من الجهود لمحاربة البيروقراطية التي استفحلت في أروقة ومكاتب الإدارة، كما حثّ رؤساء الدوائر على ضرورة تحسين ظروف استقبال المواطنين والاستماع إلى شكواهم، من خلال تحديد جلسات الاستماع للمواطنين بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني.