تعرف عدة أحياء وتجمعات سكانية تدهورا كبيرا في عماراتها بولايتي الشلف وعين والدفلى، حيث انعكست هذه المظاهر والصور على يوميات ساكنيها الذين استسلموا لما آلت إليه هذه الهياكل السكنية، ناهيك عما ألحقته من تشويه للناحية العمرانية بهذه المدن التي شاخت في مدة قصيرة في ظل غياب عمليات الترميم والصيانة حتى صارت تشكل خطرا على حياة هؤلاء. هذه الوضعية المأسوية التي يعكسها واقع هذه الأحياء الجديدة والقديمة منها صارت مصدر قلق دائم لقاطني هذه العمارات التابعة في مجملها لمصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري وبأقل نسبة للبلدية. وبالرغم من النداءات العديدة من طرف السكان إلا أن الوضع لازال عما هو عليه كما هو الحال ببلدية جليدة والعبادية والخميس والعطاف وجندل وبدرجة أخطر مينة مليانة التي مازلت بها بعض العمارات غير مسكونة بسبب تشققات وانزلاق للتربة وهو ما اعتبرته المصالح التقنية ناجم في الأساس عن أخطاء في اختيار الأرضية. فتآكل هذه العمارات وتساقط عمليات التلبيس كما هو الحال بجليدة والعبادية، وفساد عمليات الترصيص الداخلي للمساكن كلها مشاهد صارت مثارا لقلق العائلات القاطنة بهذه السكنات التي عجزت على ترميمها أو القيام بعمليات تغيير واجهتا الخارجية وما ينجر عنها من أخطار في هيكل البناية. ونفس الوضعية رصدناها في عمارات بلدية تنس والمدن الساحلية التي تأثرت من الظروف المناخية والرطوبة، حيث بدأت بعض العمارات تتناثر أجزاؤها. ومن جانب آخر لم تسلم الأحياء الداخلية بولاية الشلف كوبوقادير وواد الفضة والشطية وأولاد بن عبد القادر وبوزغاية والكريمية وغيرها من الجهات التي صارت مشاهدا مؤسفة من الناحية العمرانية. والغريب في الأمر أن المصالح المعنية في ديوان الترقية والمجالس المنتخبة لم تحرك ساكنا رغم عائدات الكراء التي تعود لخزينتها، ناهيك عن العقد الذي يربط السكان بالمالك للهيكل والذي يلزم في بنوده على إجراء عمليات الصيانة والترميم مهما كان نوعها حسب تصريحات السكان. ومن جانب آخر أوضح هؤلاء أن الغش من طرف مقاولات البناء وعدم المراقبة الصارمة من طرف الجهات المكلفة بمتابعة المشاريع أثناء عمليات الإنجاز هي التي أوصلت هذه العمارات إلى ما هو عليه يقول محدثونا من بلدية جليدة والعبادية، هذا ومن جانب آخر فإن عمليات الصيانة التي كلفت أموالا طائلة كما هو الحال بحي الشارة بوسط مدينة الشلف لم تؤد غرضها فالطلاء المغشوش أعطى صورا لمشهد لا تعكس حال حي حديث النشأة بالنظر إلى أحياء أخرى والمنظر نفسه بحي الشرفة والفيرم وحي 500 وحدة سكنية. حدث أمام أعين مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري التي تلقت تعليمات لأصلاح الوضع كما هو الحال بتدهور قنوات الصرف الصحي بإشارة، غير أن الوضع لازال على حاله. ومن جانب أخر شدد سكان هذه العمارات على إعادة النظر في طريق التسيير والتكفل بالصيانة، حيث إقترحوا منح هذه العملية لمؤسسات شبانية مختصة تقوم بمهمة الصيانة والترميم على شكل تعاقدي وبمشاركة سكان الحي لإعادة الوجه الحقيقي لهذه الأحياء المعرضة مع طول الزمن للإنهيار إن بقيت الأوضاع على صورتها الحالية يشير محدثونا. وفي ذات السياق حملت المصالح المعنية الوضعية للسكان الحي الذين يقومون بأشغال فوضوية وغير قانونية نجمت عنها أخطار حقيقية . وهي عمليات تنم عن عدم وعي ولامبالاة من طرف هؤلاء الذين يفتقدون للتحسيس وعدم مراعاة حياة المدينة من خلال تخريب هذه العمارات أو القيام بأشغال في غياب المصالح التقنية للبلديات وديوان الترقية والتسيير العقاري، هذه الأخيرة التي تخلت عن كثير من مهامها في تسيير العمارات والقيام بعمليات الترميم الدورية للمحافظة على عمر العمارة التي شاخت وهي منشآت جديدة.