اتخذت التدابير اللازمة لجعل من برنامج الخماسي القادم محطة حاسمة فاصلة للنوعية والمواصفات وتجاوز العمل الترقيعي غير المبرر والإنجاز من أجل الإنجاز. أكد هذا الطرح احمد اويحي الوزير الأول في عرض مخطط العمل الحكومي لمواصلة تجسيد برنامج دعم النمو بالكيفية المطلوبة مع احترام آجال الانجاز وكلفتها بعيدا عن مراجعة الدراسة والتقييم التي تضر بالخزينة وتضيف إليها أعباء هي في غنى عنها ،خاصة في زمن تطغى فيه الأزمة المالية العالمية بثقلها وتفرض سياسة التقشف وتدقيق الحسابات والنفقات . وشدد اويحي على هذه السياسة التي تملي مزيدا من الجهد والمبادرة في إتقان العمل الحكومي، وتقاسم مسؤولية التفاني في خدمة مواطن يشترط النوعية ويطالب بأخذ انشغالاته وهمومه مأخذ جد، دون تركه لشأنه يغرق في مشاكل لا تحصى ولا تعد . وبهذه السياسة يكرس الحكم الراشد وتعمم ثقافة الخدمة العمومية ويعلى شأنها. وتبعد عنها الصورة السلبية المسوقة زورا وبهتانا، والادعاء الخاطئ المرسخ في الذهن المروج من ضعاف النفوس بأن الخدمة العمومية لصيقة بصفة البايلك والتسيب . وذكر أويحي مطولا في رده على الذين يتفانون في بث سموم تسود كل شيء ينجز. وتشكك في كل مشروع غايته إخراج الجزائر بأسرع ما يمكن من النفق المظلم، قوية بالمصالحة والإصلاحات معززة بروح التضامن الوطني الذي يعد قاعدة التماسك والتآخي بين الجزائريين في أحلك الظروف وأصعبها . ورد الوزير الأول بلهجة قوية على دعاة " خالف تعرف"، بان مخطط العمل الحكومي لإنجاز البرنامج الرئاسي يحمل هذا الطابع ويعد امتداد لحصيلة ما أنجز في جزائر تسابق الزمن من اجل تجاوز تداعيات عشرية سوداء التي وان لم تكن بردا وسلاما عليها لم توقف إرادة التغيير وتبوّؤ موقع لائق في عصبة الأمم. من هذه الزاوية تتجند القطاعات الوزارية. وتحضر المشاريع كل في موقعه من اجل المرحلة الآتية حبلى بالتحديات والتطلع، وتحضر وزارة التجارة مشروع مرسوم تنفيذي في هذا المجال من اجل تحسين الخدمات والاستفادة من إمكانيات تنظيم اسواق الجملة وتجاوز حالة الفوضى والإهمال. وتخص التدابير التي تحضر منذ مدة وتوشك على الانتهاء أسواق الماشية والأسواق الكبرى التي تتوفر على كل شيء عدا التنظيم السامح بالبيع والشراء في أوفر الأحوال وأكثرها دقة وتناسقا خدمة للمنافسة وخدمة للمواطن. وذكر بهذا الهاشمي جعبوب وزير التجارة في لقاء مع الصحافة بالقول أن المخطط الجديد غايته الأسمى إقامة اسواق فعلية متوفرة على الشروط، وليست مجرد فضاءات يتحكم فيها السماسرة. ويتلاعبون بها حسب المصلحة والأهواء غايتهم الأولى والأخيرة تكديس ثروة بلا وجه حق. وتساءل الوزير كيف يمكن في ظل الانفتاح الوطني والتدابير المتخذة من اجل تحريك التجارة وإخراجها من الجمود والرتابة، أن تبقى اسواق الجملة على صورتها البائسة التعيسة.بعضها لم يتطور منذ الحقبة الاستعمارية، وتكمل الصورة في المذابح وأسواق الماشية ، والنتيجة تمادي حالة التهاب الأسعار تحت دفع المضاربين والطفيليين الذين يتكاثرون كالطحالب مقررين منافسة غير شريفة. ويحمل المرسوم الذي انتهت منه وزارة التجارة منذ أسبوعين صرامة في تسيير المرافق التجارية ووضع حد للإهمال والتسيب. وتصل الصرامة إلى حد صدور تعليمات عاجلة بغلق هذه المرافق في حالة عدم توفرها على المقاييس. فلا يعقل أن لا يصرف رؤساء البلديات مليما واحدا على أسواق أسبوعية تدر عليهم المال الوفير. ويتحاشون عملية التهيئة والصيانة والتعبيد وكل ما له علاقة مباشرة بالسوق التجاري الحق البعيد عن المرفق المكسر في المستقبل لكل الخردوات والنفايات المضرة ليس فقط بنزاهة العمل التجاري واستقامته بل المولد لكل أشكال العنف واللصوصية والفوضى . ------------------------------------------------------------------------