يحتضن الشريط البحري للجزائر العاصمة «الصابلات»، نشاطات توعوية في مجال السلامة المرورية، موجهة لفئة الأطفال، نظمها المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق بالتعاون مع جميع الفاعلين في السلامة المرورية كالمديرية العامة للأمن الوطني والمجتمع المدني والتي انطلقت منذ 4 ماي وتستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري. وبخصوص النشاط المنظم مع نهاية الأسبوع، الموجه للأطفال بالخصوص، أوضحت حسينة لعريبي، رئيسة قسم الوقاية والتنسيق المكلفة بالإعلام، في تصريح ل«الشعب»، أن هذا النشاط يندرج في إطار إحياء أسبوع المرور العربي ال15 على غرار كل الدول العربية التي تحتفل به. وبحسب لعريبي، تم تسطير برنامج ثري يتضمن عدة محاور، منها ما تعلق بالعمل الجواري التوعوي والتحسيسي لفائدة مستعملي الطريق، وكذا تحسين المحيط، خاصة وأن الطبعة تنظم هذه السنة تحت شعار: «معاً نحو بيئة مرورية آمنة للجميع»، بالإضافة إلى تحيين الإشارات المرورية، مشيرة إلى أن نفس النشاطات ستنظم على مستوى 48 ولاية. وتم تخصيص برنامج محدد لنهاية الأسبوع، لاستهداف أكبر عدد ممكن لمستعملي الطريق من خلال اختيار موقع «الصابلات» الذي تتوافد عليه الكثير من العائلات الجزائرية مصحوبة بأطفالها، لاسيما مع نهاية الأسبوع، ومن ثم فهي فرصة سانحة للتقرب إلى أكبر عدد ممكن من مستعملي الطريق، لاسيما الأطفال. ولهذا الغرض، تم تسطير برنامج خاص لهذه الفئة من خلال نشاطات متنوعة، بالتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني، كحظيرة التربية المرورية أو ما يعرف «بالمدرسة البيداغوجية للسياقة»، حيث يتعلم فيها الأطفال كيفية القيادة الصحيحة واستخدامهم الممرات المحمية للسير بكل أمان، بالإضافة إلى ورشات للطفل حيث يعبر من خلالها عن مفهومه للسلامة المرورية وتلقينه أناشيد تربوية. يضاف إلى ذلك، عرض فكاهي حول «الوقاية من حوادث المرور» يتطرق من خلاله الفنان المنشط له بطريقة هزلية تكون أقرب بلا شك للطفل أكثر من أي نشاط آخر من أجل ترسيخ الثقافة المرورية لدى النشء. وأشارت ذات المتحدثة، إلى تنصيب مدينة التربية المرورية، لأول مرة، حيث يجد الطفل فيها عالما خاصا به حول الوقاية من حوادث المرور، من كتب ودعائم و15 لعبة تربوية تثقيفية، يتم خلالها تلقين الطفل مبادئ التعامل السليم مع الطريق وتعلم إشارات المرور ووضعية الطفل الراكب أو الراجل، والسلوكات التي يجب أن يتحلى بها داخل المركبة وفي الطريق. وأكدت لعريبي، أن استهداف الأطفال جاء من منطلق الحرص على حماية هذه الفئة، باعتبارها الحلقة الضعيفة من مستعملي الطريق، كونها ضعيفة من حيث البنية الجسدية والعقلية والقدرة على الانتباه وعدم إدراك كل المخاطر المحيطة به، قائلة: «نحن نستثمر في جيل الغد الذي يجب أن يتشبع بالثقافة المرورية للتخفيف من عدد الحوادث الآخذة في الارتفاع. من جهة أخرى، تم تخصيص فضاء للكبار، لاسيما الشباب من خلال تصميم دعائم توعوية وتوزيعها عليهم عبارة عن ملصقات توضع في الزجاج الخلفي للسيارات لحث السائقين على الالتزام بقانون المرور والحد من الحوادث الناتجة عن مخالفته، بالإضافة إلى مطويات وإرشادات متعلقة بكيفية استخدام المركبة، لاسيما ما تعلق بالسرعة التي تعد السبب الأول والرئيس في حوادث المرور.