يسجل مشاهير الفكر والإبداع خبرتهم في شؤون الحياة، ونظرتهم إلى الأمور في خواطر انطباعية فيها الكثير من الدروس والمواعظ والحكم، وتساهم في تشخيص الكثير من الآفات الفكرية و الأخلاقية والسلوكية. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الخواطر الإنطباعية التالية: 1 يقول أحد الحكماء: عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثر جميلا، وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وعش معهم كغني يحسن إليهم ومسؤول يدافع عنهم وطبيب يشفق إليهم، ولاتعش معهم كذئب يأكل من لحومهم وثعلب يمكر بعقولهم ولص ينتظر غفلتهم، فإنّ حياتك من حياتهم وبقاءك ببقائهم ودوام ذكرك بعد رحيلك عن هذه الفانية. 2 يقول أحد المجريين: لكل شيء محبوب ثمن، فثمن الحرية بعض القيود، وثمن الإستقامة بعض الحرمان، وثمن الكرامة بعض الإضطهاد، وثمن المجد بعض الحقد، وثمن سعة الرزق بعض الحسد، وثمن السلامة بعض الأذى، وثمن الشهرة بعض الشائعات الكاذبة، وثمن الزعامة كل المتاعب النفسية والذهنية والإجتماعية. 3 يقول أحد العارفين بشؤون الحياة: لكل إنسان عينين ولكن أكثر الناس لا ينظرون إلا بعين واحدة، وخلق اللّه للإنسان لسان ولكن أكثر الناس يتكلمون بلسانين، وخلق لكل إنسان يدين: الأولى يستعملها ليعين نفسه والثانية يستعملها ليعين غيره، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا يدا واحدة، وخلق اللّه للإنسان قلبا واحدا ولكن البعض يحملون هموم أكثر من قلب، وقضى اللّه على كل إنسان بالموت مرة واحدة ولكل المخلوقات العجيب رضى لنفسه وبإرادته أن ينتقل إلى رحمة اللّه في كل يوم مرات عديدة. 4 يقول أحد الفقهاء: لا يخاف من الموت إلا من ساء عمله وساء حسن ظنه باللّه وطال أمله، ولا يخشى من الفقر إلا من فقد إيمانه باللّه وتقاست عن السعي عزيمته ولا يشكو من جحود الناس لفضله إلا من كان همه ثناء الناس عليه، ولا يزهد في ثناء الناس إلا من كان هدفه رحمة اللّه ورضوانه. 5 يقول أحد العارفين بخفايا النفس البشرية: لا تثق بشكوى إنسان من الفساد، فقد يكون هو من أكبر أسبابه، ولا تثق بتحامل إنسان على المفسدين فقد يكون هو كبيرهم، ولا تثق بشكوى إنسان من ضياع الأخلاق فقد يكون هو أول من ساهم في هدمها، ولا تثق بترحم إنسان على المصلحين فقد يكون هو أول من قضى عليهم. ------------------------------------------------------------------------