مواعظ وحكم من الشعر العربي ينطوي الشعر العربي على الكثير من الحكم والمواعظ المفيدة والتعليق الطريق فيعود للقلب نشاطه وتعود للنفس فرحتها ويزداد الحب للحياة والشعر فيحد ذاته متعة لمن يريد الاستمتاع فهو الرفيق والصديق للانسان الذي يعيش بوحدانه ومشاعره. لا يسمح هذا الحيز باستعراض كنوز الابداع في الشعر العربي، ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية: 1 تقول كتب التراث أن ابن الجوزي ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق وهو العالم المجتهد والمحدث والمفسر والفقيه، وهو صاحب المصنفات الثمينة ومجدد عصره وسابق زمانه. وتفيد إحدى الرويات أنه أنشد أبياتا قطع بها مجلسه ثم عاد إلى بيته فأصيب بمرض ومات وهذه الأبيات يقول فيها اللّه أسأل أن يزيد مدتي وأسعى لتحقيق ما في نيتي لي همة في العلم من مثلها وهي التي جنت التحول هي التي كم كان لي من مجلس لو شبهت حالاته لتشبهت بالجنة 2 قال أحد الحكماء في ثلاثة صدق باثنتين ولا تصدق بواحدة: إذا كنت مع رجل ثم توارى فمات فصدق وإذا خرج رجل إلى بلد واستفاد مالا فصدق وإذا خرج أحمق إلى بلد واستفاد عقلا فلا تصدق. وحذر أحد الشعراء من صداقة الأحمق، حيث نظم قصيدة نقتطف منها الأبيات التالية: اتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الأخرق كلما رقعت منه جانبا أصابته الريح تمزق وانخرق أو تصدع في الزجاج فاحش هل ترى صدع الزجاج يلتصق كحمار السوق إن أقضمته رمح الناس وإن جاع نهق أو كغلام السوء إذا جاع سرق الناس وإذا شبع فسق 3 كان اعرابي يطوف في الكعبة وعليه ثياب رثة وهو شاخص نحو الكعبة لا يصنع شيئا ثم تعلق بأستار الكعبة وأنشد يقول: أما تستحي مني وقد قمت شاخصا أنا جيلا ياربي وأنت عليم فإن تكسني يارب خفا وفروة أصلي صلاتي دائما وأصوم وإن تكن الأخرى على حال ما أرى فمن ذا على ترك الصلاة يلوم أترزق أولاد العلوج وقد طغوا وتترك شيخا والداه من تميم 4 كان ابليس متعبدا مؤذنا للملائكة فظهر منه العصيان لأمر اللّه تعالى لأنه رأى آدم مخلوقا من طين ورغم ابليس أنه أفضل من آدم بقوله خلقتني من نار وخلقته من طين، ثم أخذ يجتهد في هلاك غيره بالغواية وفي هذا قال أحدهم شعرا: عجبت من ابليس من نخوته وخبث ما أظهر من نيته تاه على آدم في سجدة وصار قوادا لذريت. ------------------------------------------------------------------------