يعتمد الاتحاد الأوربي منذ 2012 استراتيجية دراسة وتقييم علاقاته مع الدول التي تربطه وإياها علاقات الشراكة والتعاون، من خلال عمليات سبر لآراء مواطنيها ومواطناتها، تعتمد على استجوابات ومقابلات تتطرق إلى شراكة بلدانهم ومع الاتحاد من جهة وإلى تقييم أوضاع بلدانهم من جهة أخرى. وكشفت نتائج "بارومتر" الجوار الأوروبي أو "استطلاعات الرأي والرصد الإعلامي" لخريف 2013، الذي هو جزء من البرنامج الإقليمي للتواصل الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، والرامي إلى تقييم معرفة السكان وإدراكهم لسياسة الجوار الأوروبية وأنشطته وبرامجه التعاونية، "أن حوالي ثمانية من بين عشرة جزائريين، يصفون علاقات البلاد مع الاتحاد الأوروبي بالإيجابية جدا. ويعتبر 64 من المائة من الذين شملتهم عملية سبر الآراء، الاتحاد الأوروبي شريكا للجزائر". وأظهرت عملية سبر الآراء التي اعتمدت على 1.009 مقابلة، أجريت في الفترة الممتدة ما بين ديسمبر 2013 وجانفي 2014" والتي تطرقت في شطر آخر إلى رأي المواطنين حول الأوضاع السائدة في البلاد، "أن 61 من المائة من يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي والجزائر يتقاسمان قيماً مشتركة كافية من شأنها تسهيل وتشجيع سبل التعاون"، مشيرين في ذات السياق "أن مستوى مشاركة الاتحاد الأوروبي في البلاد مناسب". واتفقت نسبة 55 من المائة من المواطنين الذين استجابوا للاستطلاع، على أن المعلومات المتعلقة بالاتحاد الأوروبي متوفرة بقدر كاف، في حين أكد 51 من المائة على سهولة فهمها، وزكى في سياق آخر 63 من المائة من المستجوبين "دعم الاتحاد الأوروبي ومساهمته في مسار التنمية"، في حين بلغت نسبة من يعتبر أن "الاتحاد قد جلب السلام والاستقرار للمنطقة 56 من المائة". وإن كانت نظرة 66 من المائة من الذين مستهم العملية، تجاه الاتحاد الأوروبي إيجابية، مقابل 9 من المائة الذين يعتبرونها سلبية، فقد أكد 65 من المائة - أي ما يقارب ثلثي المشاركين - على أن ثقتهم في الاتحاد الأوروبي كبيرة، مقارنة بالمؤسسات الدولية الأخرى، على سبيل المثال، جامعة الدول العربية، نسبة الثقة 47 من المائة أو الأممالمتحدة 32 من المائة، مؤكدين في نفس الوقت بنسبة 77 من المائة على أن جودة العلاقة التي تربط بين الاتحاد الأوروبي والجزائر. 76 من المائة من الجزائريين راضون عن ظروف حياتهم في الشطر المخصص لنظرة الجزائريين لحياتهم اليومية وللأوضاع السائدة في البلاد، عبر 76 من المائة من المشاركين في عملية سبر الآراء عن رضاهم عن الحياة التي يعيشونها، في حين يرى 50 من المائة أن الجزائر ماضية في الاتجاه الصحيح، كما يعتقد 72 من المائة من المشاركين في الاستطلاع أن وضعها الاقتصادي جيد مقارنة بالأوضاع في بلدان منطقة المغرب العربي. ولم ينكر 52 من المائة أن انعكاسات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية كانت مباشرة على الاقتصاد الوطني، مقابل 41 من المائة الذين يجدون لها وقعا على حياتهم اليومية. وفي شأن آخر عبر قرابة 75 من المائة ممن شملهم الاستطلاع عن رضاهم على الطريقة التي تسير من خلالها الديمقراطية في الجزائر، في حين لم تتجاوز نسبة الذين يقاسمون الجزائريين هذا الرأي في منطقة المغرب العربي 56 من المائة.