عرفت الخيمات رواجا كبيرا في عالم الثّقافة، حيث أخذ التّراث نصيبه من هذه التّظاهرات للاحتكاك مع المواطن عن قرب، ويتجلّى ذلك في حمل الفسيفساء إلى الشّارع والتعريف أكثر بهذا الفن، مع منح الفرص للعابرين لممارسة العمل الابداعي تحت أعين مختصين وأبناء الميدان. لاقت التّظاهرات الثّقافية التي تقام على مستوى الخيمات استحسانا كبيرا لدى المواطن الجزائري، هذه السياسة التي تنتهجها مديرية الثقافة على مستوى العاصمة، بهدف إشراك المار عبر الشّوارع في الفعل الثقافي، وخلق نوع من التّرفيه المجاني الذي يفرض نفسه عن قرب على كل من يمر عليه، حسب ما أكدته حورية شريد من فضاء "ضيف الشّعب". وقد ساهمت ما يمكن تسميته بالخيمات الثّقافية في جلب عدد لا يستهان به من الزوّار إليها، من خلال ذلك الفضول الذي ينتاب المواطن وهو مارٍّ يرى أعمالا إبداعية وفنية كان بعيدا عنها، ليتمّ التّأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه الفعل الثّقافي في جلب الفضول بالدرجة الأولى للدّخول في عالم الإبداع. قالت حورية شريد، مديرة المتحف الوطني للآثار والفنون الاسلامية، أنّ الخيمات ساعدت في نشر الوعي الثقافي والمتحفي، من خلال العمل الابداعي الذي كان بأنامل المارة في الشّوارع وقرب هذه الفضاءات في الفسيفساء والفخار، على أن تكون المفاجأة بعرض تلك اللّوحات على مدار عمر الخيمة، إضافة إلى قعدات تعيد المرأة إلى العالم الجميل زمن البوقالات، وغيرها من الجوانب التي كانت تحت الخيمة. وقد أتت الخيمة التي كان حاضرا فيها المتحف الوطني للفنون القديمة أكلها، باستدعائهم إلى ولاية باتنة، للخروج عن المعتاد بنصب خيمة في مضمار الماراطون قرب المعلم الأثري "امذغاسن"، الشيء الذي لاقى استحسانا لدى الجمهور والرياضيين، إضافة إلى من قادهم الفضول للذّهاب في رحلة مجانية عبر تاريخ الجزائر.