لطالما كانت الحاجة كبيرة إلى برمجة حصصا تعنى بتشجيع المواهب والابداعات الشبانية في مختلف المجالات، فتح التلفزيون الجزائري منذ ثلاث سنوات المجال للمبدعين في مجال الفكاهة للتعبير عن قدراتهم وإمكانياتهم عبر برنامج "كوميديا فن"، الذي يشرف على إخراجه سمير حامل. ويستقطب في كل موسم جمهورا واسعا في شهر رمضان، وأمتع المشاركون المشاهد بلحظات ممتعة من الضحك والتسلية، حاولوا عبر حلقاته اقناع لجنة التحكيم التي تكونت من ألمع الممثلين الجزائريين، وأختير له ديكورا خاصا في شكل بناية داخل حي شعبي. وتميزت طبعة هذا العام بحضور شباب أبانوا عن قدرات هائلة، خاصة منهم أبناء الباهية وهران، وغاب صالح أوقروت عن التنشيط وعوضه الكوميدي الآخر كمال بوعكاز، الذي حاول أن يكون خفيف الظل على المشاهد والمشاركين مثلما كان عليه أوقروت في الطبعتين السابقتين. ولم يكن للعنصر النسوي حضورا قويا عدا مشاركة واحدة. وضمت لجنة التحكيم فطيمة حليلو ومحمد عجايمي وحميد رماس، يقومون بتقييم المتسابقين في كل برايم. ونظرا لتقارب المستوى بين المشاركين في طبعة هذا العام تم إختيار ثلاثة لينشطوا النهائي عكس الطبعات السابقة، ليفوز في الأخير ابن مدينة باتنة ثامر، الذي أستحق الفوز لقدراته الهائلة في أداء مختلف الأدوار الفكاهية، وأكتشف الجمهور بالاضافة إلى ذلك صوته وموهبته الكبيرة في الغناء الشاوي. في حين فاز حمزة من البليدة بالمرتبة الثانية أما الثالثة فعادت لحسين بلحاج من وهران. ورغم أن البرنامج عرف نجاحا معتبرا، إلا أنه يبقى في حاجة إلى اهتمام أكبر من المشرفين عليه، خاصة فيما يتعلق بالديكور الذي لا يحتاج إلى تغيير طفيف، لمنحه لمسة فنية جذابة ويكون ملائما أكثر لطبيعة البرنامج، هذا إلى جانب أن نوعية الإخراج الفني لم تكن في المستوى كما يحتاج المشاركون إلى مؤطرين ومشرفين على شاكلة ما يحدث في برامج اكتشاف المواهب في تلفزيونات العالم.