يستقطبك سعرها وشكلها الجذاب إنها سلسلة من أواني المطبخ تباع بأسعار رمزية مغرية، على الأرصفة وفي الأسواق، يعرضها باعة غير شرعيون، ولا يمكنك أن تقف على مادة صنعها، وتراودك الشكوك لسرعة تلف مادتها بعد استعمالها مرة أو مرتين داخل المطبخ، هناك نسوة يقبلن على اقتنائها بتهافت وحماس شديدين، بهدف تجديد أواني المطبخ وتقليص نفقات الأواني، وهناك فئة أخرى تبدي تخوفا كبيرا من هذه الأواني ذات السعر المنخفض وتشك في خطرها على الصحة الجسدية. تصلك الهتافات من كل جهة.. ثلاث صينيات بسعر ال 100 دينار، 6 فناجين ب 50 دينار، و5 صحون ب 60 دينار..وما إلى غير ذلك..وفجأة تتجمع النسوة حول طاولة خشبية ويتنافسن في عملية الاختيار، بين شابين صغيرين دون سن العشرين يسوقان سلعة مجهولة مادة صنعها..أغلبهن ربات بيوت ومن بينهن حتى موظفات وعاملات هنّ زبونات يغتنمن الفرصة لأن هناك حسب البعض سلعا متنوعة تفرغ في السوق يوميا يجب الفوز بها وإلا لن تعثر عليها بعد ذلك. تجدها بكثرة منتشرة على مستوى الأسواق الشعبية في التجارة الموازية لعدة بلديات من العاصمة على غرار بومعطي وباش جراح وبراقي وبلوزداد وما إلى غير ذلك منتجات متنوعة بعلامات تجارية في الكثير من الأحيان تكون مجهولة، تبهر أسعارها الزبون دون محاولة معرفة المواد المكونة للسلعة ذات الشكل الجميل..في البداية تحدثنا إلى التاجر "مراد شاب لم يتعدى عقده الثاني إلا بقليل التقيناه بسوق بومعطي الموازي يعرض مجموعة معتبرة من الأواني بعضها بلاستيكية والبعض الآخر من مواد مختلفة تثير الريبة والتخوف تجد الصحون المسطحة والعميقة والكبيرة والصغيرة والكؤوس والملاعق والصينيات وكل ما تحتاجه ربة المنزل في المطبخ من أواني حاولنا الاستفسار عن بلد الاستيراد والمواد المصنوعة بها الأواني، فأوضح بأنها مستوردة من الصين ولا يدري من أي مادة صنعت مرجعا سعرها المنخفض إلى كونها تستورد بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تراجع سعرها بشكل محسوس، بينما "حسين" التقيناه بسوق باش جراح يعرض بدوره الأواني لكن أشكالها تختلف وتلتقي في الأسعار المغرية التي تسيل لعاب ربات البيوت قال غير متأكد بأن المنتوج الذي يبيعه مصنوع من البلاستيك والألمنيوم، لكن انخفاض الأسعار أحيانا إلى30 و40 دج تشكك في حقيقة ما تحدث عنه. تلمح الحماس والسعادة في وجه السيدة "نورة" التي كانت منكبة على اختيار مجموعة معتبرة من الأواني غير مدركة عواقب ذلك السعر المغري وما يخفيه من خطر على صحة أفراد أسرتها..تقربنا منها فقالت: إنها فرصة للتخلص من ارتفاع الأسعار لدى أصحاب المحلات وتجزم أن نفس السلعة تعرض لكن التجار الحقيقيون يبحثون دوما عن ربح أكبر عكس تجار الأرصفة الذين يكتفون بهامش ربح أقل وبالمقابل بيع كمية كبيرة في زمن قياسي. وتحاول ربيعة بدورها ربة بيت أن تبرر اقتنائها سلعا مجهولة المنشأ وكذا غير معروفة المواد المصنوعة منها ،بأنها تساهم في حماية القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة وتفرض حسبها على أصحاب المحلات التجارية المختصة في الأواني تخفيضا في هامش ربحهم..وتعتبرها رحمة ومتنفسا للأسر المحدودة الدخل. ويبقى السؤال المطروح لماذا لا تتضمّن هذه الأخيرة في كيسها أو علبتها مادة صنعها؟ وفي الكثير من الأحيان منشأ إنتاجها؟،لقد حان الوقت كي يتحلى المستهلك بسقف من الوعي..حيث ليس كل شيء يعرض يقتنى ويجب البحث في حقيقة السلع التي تعرض في الأسواق خاصة إذا تعلق الأمر بالسوق الموازية.