كعادتي "ماسكا بظيلم الوقت"، افتق من يحبور "الساعد الأيمن" عن حرف جميل يعطينا "سعادة الولوج في غصته"، بين صفحات أصوات الشمال العزيزة على قلبي، حتى وقع أمام "شاقول قزحيتي"، عريضة مكتوبة للتاريخ همزت ولمزت من قصص عالمية، اشتهرت، وبترت ترتيبها من "آيات قرآنية" لا مصدر لها ولا تعريف، استكانة بالهمس وكأن الكاتبة تكتب لوحدها ولا "من متمرس" ولا متقيهم، غيرها عابثة لابثة، تدق جر الحروف والكلمات العربية المعسولة في غير مواقعها، وكأني بها تبحث عن "تكليم السماء" وتفجيع الغيم ليذرف دموعا، "من الإسقاطات الباهية" ولا خفيان، لأنها قالت وما قالت ولا إدراك "ما قالت" ربطت "السين في الشين"، وهي قائلة "كاتبة ماثلة"، أول مرة أمر على دباديب "عسلها المتواري" عن بعض الأنظار. فأقول في البداية: "إنّي توغّلت إليك أيتها المارة عبر الآداب المقارنة "وترويت من قصصك المستنفرة، لأشح ليعسوبي ما قد جمالها من قبل"، وكأنها "المتعدية"، وأرجوان يكون "تفهيمي لسواقط الدجل واللاحركة والجمود من باب الأدبية" لأغير وربما "لتوقيف المحجن إلى ظهرك، "لعلّ الله يحدث أمرا في كل هذا".. فعلا "أتعبتني قراءة" ما كتبت بنفس درجة التعب الذي أتعبتك، "ليس لطولها" وإنما لترسيم كلمات في بعضها من حيث السياقات، وفي هذه الدراسة لا أعلم وأنا أبسط ما فهمت مما لم أفهمه إطلاقا، وتركته "للخفقان" لأنّي ما أكملت إلا 16 قراءة لدرويش، لعلّي أجد له تفسير في كتابات القاصة مرة أخرى. وكل الأمر "هنا" مقتصر على الشاعر العظيم محمود درويش، من اعشقه إلى "درجة الهوس" ودكتورتا الناقد علي ملاحي يعرف سر هذا الهوس، في المكان والزمان وقطعت أمرا إني لن أقرأ في الجمال والحبكة والسياق اجمل مما قال شريد الكلمات.. سأبدأ بالقراءة الغورية، (ولتعذرني الكاتبة التي تشرفت بقراءة ما كتبت لأول مرة) ثم أحين إلى تقسيم الجزئيات السياقية في الطرح اللغوي للكاتبة، واستشعر هنا مكامن اللغة العربية مستعينا في ظل "كبيرة وصغيرة" ما كتبه المعجميون الأوائل في الرقة العذبة للحرف.. 01 - إشكالية الضياع فيما أكتب ولا أكتب وأكتب كل شيء بدأت الكاتبة "بتلوين معتم" قادها إلى فكرة "لا أساسية" وهي تقمص "أدوار التناطح التشاكي للكلمات" ربما يحتاج هذا الى تفسير... سنفسر وبروية: "دحرج لآلئ ملاءة أمه"...وصف جميل للصبي الذي يستعمل ملفوظ التدحرج، ولا نخالها لكبير، لان "دحرجة لآلئ" يعود في الأصل إلى تكوير للآلئ..تسقط هنا شد فكرة أخرى وتنسى التدحرج: من أعالي صيحة القفار...يعني انه قام الصبي بدحرجة اللؤلو من اعلي رقبة إلام (القفار) نسبة إلى عدم التوصيف الجنوسي، كالتي "جيفة وهشت" لحومها الضأن (جميل) عندما يتدحرج من هذا الوصف، نستطيع أن نستنتج معيار "زمن القص" فملفوظ ألقفاري قوي، وتسقط ثالثا بقولها: كي لا يصير فاصلة (هنا) تستوقف الكاتبة أشياءها تعلمها هي و«لا تريد الإفصاح عنها" الفاصلة حالة متجددة "كرد الزفير للانطلاق مرة أخرى" وتهوي إلى الرمل وربما "دس لون الرمل في اللؤلو" فصار لونه بمثابة حركة وقادة في«ذهنية الشاعرة" لتبيد "العجائبية" في الطرح، و(تتملص من شيء ما)، لتكمل مات بقى. أنت تبهرين بهذا من لا يعرفون اللغة فيظن القارئ أن الكاتبة "معجم لغوي" وليس بهذه الصفة، ممكن أن اشهد لك انك تحسنين ربط "الملفوظ" لكن تعوزك الملفوظات الحقيقية الواقعية في الشد والربط، وسنواصل (من رمل) ربما هو لون البلورات، أما في (في مجمهرة الفرسان) فافهمينا علاقة الرمل بالفرسان بفلسطين، الا إذا كانت اللآلئ تحتوي على مجسم لفرس، يمكن إن يكون السياق "مترابطا" لكن ما شانه في التدحرج، حتى إن "الفرس" لا يمكن له أن يتدحرج...نقول يتهوى أو يتهرول إذا كان نازلا إلى منحدر، ثم تعيدين القول "بولادة فصل جديد" من «المتنحى القيمي" يفسره قولك (فأزهرت في قصائده)، تربكين مرة أخرى في "معيار القص" تنتقلين إلى الشام وربما مرد ذلك لتأثرك بدرويش لا علينا قد يكون "السياق مقبولا" لكن ليس في جماليته الحاطبة، تخرجين سيدة معتلة برائحة عطرية (سيدة تشغلها رائحته الطالعة من أوشام عرائس الشام) ثم تعيدين الرجوع إلى البطولة بعد الازدهار والأفراح بإعراس الشام وكان الفارس الآن "أصبح قاب قوسين أو أدنى منك"، في بداية قصك لا يوجد ما يدل على البطولة الا ما هو موجود في خيالك ونسي لأنك أوجدت لنا في "سياقك الأول"، فارس من ورق، والحمد الله أنك أوقفتيه بقولك (ووقفت رايته على حافة سيوف الكلام) وهو في معناه انه حضر ليكون "موضوع قصيدة" عروضية تبحث عن بحر تقطع فيه أوصالها ،(قبل أن تتأكد الأوزان والقوافي) إذا كان مغرمك في درويش من الباطن فانا أوافقك مؤقتا انه كما قلت (بأنه هو من سجدت له كلّ حروف التراب والنار) وهنا ينتابني الشك أنه هو فعلا لأنه شاعر التراب (الوطن والنار البندقية قبل إن تتحول من الحجر). ومهما كان "الوصف" للشاعر يبقى دفين ملاحتنا لكن بطلك ميزتيه خرافيا بقولك (بل هو خلاصة صلصال محبّة السماء لسيدة) وكأنك تومئين إلى يسوع عليه السلام، ثم تعودين إلى القص من جديد تخبرين بمواصلة الحكاية من تدحرج اللؤلو إلى "الرقبة القفار" إلى محبة السماء "عقدة غريماسية معقدة" لآخالها "سليمة" بل هي من فرط عدم التركيز وكأنك تكتبين ولا تعودين لقراءة ما تكتبين أو تتناسين الصف الأول أو الثاني من فقرة بأربع أسطر، وتواصلين وصف "ديكور البيت" بإضاءة (كانت تضيء غرفة حنينها بزيت قنديل). والأمر هنا يتعلق بالبادية عجب (لؤلؤ وزيت قنديل) وفي الأخير ترسمين مشهد "بعنفوان المقاومة" وكأنك تذكرين قول ابوعمار «لا تسقط الزيتون الاخظر من يدك"، فهانت تثبتينها ومعها أطفال الحجارة (زيتونة محتشمة لم تخلع أوراقها أمام عاصفة.."، تجلس كأنّها واقفة وتقف كأنها جالسة!!") 02 - التفتيت الإشعاعي المخيالي: سنعيد "رسم القص" بطريقة أخرى، ترتكز على ما تريده فعلا الكاتبة وهو يوازي ما تحدث عنه "دانتي في الكوميديا الإلهية": كشف الصيغ والبدائل: المشبه به (البطل) يواجه" بطل خرافي" استعملت الشاعرة كاف التشييع بقولها (كأنه هو) التبرير الاعتلالي للصيغ: أرادت أن تبين صفة واحدة منه (قوة صرخة بطلها النائم في خيالها) ثم أضافت صفة أخرى رغم أنها ذكرت صفة واحدة. التبرير الخيالي للصفة: جعلته ماشيا على الغيم ، بدرجة التمادي في المتخيل لتوصلنا إلى الخرف الممل (ظنته الحرب الجهة التي تصعد فوق كلّ الرؤوس) وتسقط دفنها من جديد لموضوع الاستعارة بغية (فتح جهنّم في وجه جحافل الأفكار التي غرست أظافرها في حلق ذلك العشاء الذي حرف مجرى نهر الوصية). التبرير المنطقي: أوجدت الكاتبة لنا وصية وقعت على متلازمات مع العلم إننا تناسينا «موضوع القص"، وأصبحنا نتوغل في المتاهات الخيالية لوصف بطل يشكل في خد ذاته عقدة قص. وبدا أن مع الاعتقاد بوجود عقدة قص، واذا بها إعجاب ووصف بأسلوب مشابه وناقل لما هو متشابه. ولما نعود إلى استعمال صيغة التشبيه بقولها (أو كأنّه هيّ..) فقد أوجدت مبررات شتى نذكرها: التبرير الواقعي: دائمة المجالسة (كانت تلازمه كحاسته السادسة..). التبرير الاسقاطي للملفوظات: تريد أن تعظم التشبيه في خلق إثارة "للهاء الساكنة" معبرة عن وجود أسطورة وتخفيها عنا بقولها (كان يقترب من رخام أسطورتها) إلى درجة مذاق "التوت البري"، ليس هذا فحسب بل كان الأجدر أن تسقطي مذاقا آخرا يوجد في الجنة، (فيشعر بطعم التوت البري في لهفة قصائده العصماء). التبرير العاطفي: كل ما في الأمر هو "سيدة المقام" غجرية بترويع الساكنة "ملأ بأرومتها الفريدة (..أشار اليها بضفيرة قديمة لغجرية نسيت أن تعلّمه كيف ينسى أنّها سيدة المقام كي يتراجع مده الأرجواني). 03 مناقشة قصة سيدة المقام: اتخذنا لمناقشتها نقديا التوزيع التالي: تبحير الصفات: تحمل هذه السيدة صفات ايطالية قاسية لم تراجع أخطاءه الصغيرة،عديمة الإحساس وهو يغني ويطرب (ولم تغفر له حين حرك أمواج صبرها بأصابع كمانه المكسور) فوضوية (حقيبة جسدها المرمية خلف السياج ..)، متفيهمة لاحوال السحرة الدجالين (وهي تقاتل مردة الأباطيل وعادات العبيد و الجواري والمتطفلين على آية التوبة والإنسان عبدة الدخان)، شحيحة غير أبهة بالطبخ (المتصاعد من صحنها الفارغ). يقظة البطل وثورته: تم ذلك من خلال المؤشرات التالية : انتفض على كعبرتها وتهريجها (فكّ قيود الخناجر التي كانت مسجونة في زندان القرصان، والعطش الذي كان يحرق شتلة الجمر المتقدة بغديرها..والعبارات التي كسرت تاج الغياب وأطفأت شموع الحضور وأكثرت من جمع المعاني في مواسم القحط ومن إغواء طيور الحنين والتمرد على ميمنة العاجلة وميسرة الآجلة وعلى قلب العقاب..) أصح عن عمقه وكسر الحواجز المقيتى (..فضح نوايا أقاليم الهواء التي كانت تصنع جدران الجليد كي لا يسمع خطواته). انتفاضة رجل كان نائم: استشهدت الكاتبة بكل التفاصيل المحبوكة بطريقتها اللغوية: تعلية قرارات البطل الوصفي: أكد قرراته التالية وإمامها: ميلاد إنسان جديد من شدة العسر غير مكترث بماضي الرعيان.. (لأنّ إيقاع عصا الراعي لم ينتظره...المكبل بعقال الملل..وملء براديق صحوتها بالماء) اعترافه بالميوعة الجنسية والشبقية (الذي غسله بصابون الورع حتّى يحقّ له العودة إلى مصادرها الأولى فتخصّه بسراديب جرحها ويخصّها بقسم الوداع الأخير والمطرالمتوج بأكاليل بكارتها والصنوبر المتسجّف بخطوات أصابعها) اعترافه بالتدين من خلال قولها (..تغيّرت قبلة الخشوع وشاع أنّ الشتاء صعد بيسوع إلى أقاصي المدى..لهذا رجع إلى غابات فضوله كي يترجم سوناتة السلام ولم تعد قاعات قصائده تتسع لكلّ الذين خرجوا من شهادة المقدس لصوغ ديباجة يوسف والذئب) اعترافه بالحلم والصديقية: من خلال قولها المتساقط (..أحرق تمائم الدجاجلة والفجرة وبراقع الشوارع المكفهرة وعاد الى توليفة الرهبان وإلى مرثية الصخرة التي شدخ بها «قابيل" رأس أخيه "هابيل" اعترافه بثقافته الاسطورية من خلال قولها (وإلى كلّ الأقاويل التي تبخرت لما ظهرت آيات الإله القديم مبشرة أرباب الهدنة بدين الإله الجديد!!)