ودعت تونس، أمس، عبر الاستحقاقات الرئاسية التي ستصدر نتائجها الأولية، اليوم، المرحلة الانتقالية نهائيا وذلك بانتخاب رئيسها الجديد من بين مرشحيْن أفرزتهما الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي تنافس فيها 27 مترشحا من أجل الفوز بمفاتيح قصر قرطاج، لتكون بذلك هذه الانتخابات أول استحقاق ديمقراطي تعددي يصوت فيه التونسيون عبر الاقتراع العام والمباشر لاختيار رئيسهم منذ استقلال هذا البلد عن الاستعمار الفرنسي. وقد مرّت الجولة الثانية من الانتخابات، التي جرت أمس، دون حوادث، بعد حملة انتخابية ساخنة اعتمد خلالها مرشحا الرئاسية التونسية الباجي قايد السبسي 88 عاما، رئيس ومرشح حزب نداء تونس - (اليمين الوطني) خطابا محافظا مرجعيته العمق الاجتماعي للشخصية التونسية بكل مكوناتها. واعتبر السبسي لدى إدلائه بصوته، أمس، أن التونسيين لم يكتسبوا حقا فقط وإنما واجبا يميّزون من خلاله بين الصالح والطالح. وأردف قائلا على أحد الأسئلة، إن الجزائر ستكون أول بلد يزوره في حال فوزه بكرسي الرئاسة. من جهته رأى الرئيس المنتهية ولايته والمترشح المستقل محمد المنصف المرزوقي 69 عاما (اليسار)، أن بلاده حققت نقلة سلمية، متمنيا أن يتسم الاقتراع بالنزاهة وقال «إنه سيهنّئ منافسه حال فوزه». إن هذه الانتخابات الرئاسية ستكون، بلا شك، محطة تاريخية يتوقف عندها التونسيون مستقبلا ولمَ لا قد تكون من الأعياد الوطنية التي لا تقل أهمية عن عيد الاستقلال، لأنها مناسبة ستضع تونس على سكة الديمقراطية الجادة وتعيد التيار بين الشعب والحاكم. العرس الديمقراطي الذي تعيشه تونس لم يَرُقْ بكل تأكيد للآلة الإرهابية الشاذة التي حاولت إفساده من خلال بث الارتباك والمخاوف عبر أبواقها الدعائية السامة في المواقع الإلكترونية وعبر عمليات استعراضية فاشلة. وهي عملية استهدفت، أمس الأول، أحد المراكز الانتخابية في القيروان وذلك خدمة لاستراتيجيات الفوضى المزمنة التي تحاول أن تغرق فيها تونس وكل المنطقة العربية. لكن يبدو أن التونسيين فهموا التحدي الذي عليهم أن يرفعوه وأدركوا الرهان الذي يحمله الموعد الانتخابي المصيري.