خلصت إحدى كبريات الصحف البريطانية إلى أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة قد تمخضت عن إلحاق هزيمة أخلاقية بإسرائيل، وقالت صحيفة ذي أوبزرفر في افتتاحيتها أمس: إن العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) تمثل هزيمة لإسرائيل، وهي النتيجة التي ستؤول إليها على الأرجح هذه الحرب التي وصفتها بأنها عبثية. واعتبرت الصحيفة أن المفهوم القائل بأن مشاكل الأمن يمكن أن تحل بالاستخدام الأحادي للقوة المفرطة ما هو إلا وهم يستبد بالسياسيين الإسرائيليين، وتضيف: أن مثل هذا الفهم لم يأخذ في الحسبان أن حربا شاملة في قطاع غزة المكتظ بالسكان ضد حركة حماس هي بالضرورة اعتداء على السكان المدنيين. مشيرة إلى أنه حتى من المنظور الإسرائيلي فإن الحملة العسكرية أخفقت. ومضت تقول: إن السلطات الإسرائيلية ستصر على القول إنها تمكنت من تحجيم قدرة حماس على إطلاق الصواريخ، لكن الصحيفة تعيد إلى الأذهان أن الهدف الظاهر للحرب كان تدمير تلك القدرة تماما. كما ستزعم إسرائيل برأي الصحيفة أن حملتها ستظهر للعيان مدى تناقص التأييد لحماس في العديد من العواصم العربية، وأن مكانة الحركة كسلطة حاكمة في غزة قد تراجعت، وأنها لا تعدو أن تكون إرهابيا بالوكالة نيابة عن سوريا وإيران اللتين تزودانها بالسلاح، غير أن الحقيقة في نظر الصحيفة هي أن مكانة حماس كأداة مفضلة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي قد زادت رسوخا بسبب وحشية العدوان العسكري العشوائي. وقالت صحيفة ذي أوبزرفر موضحة: ربما تكون قدرة حماس العسكرية - كما ترى الصحيفة - قد تقلصت بدرجة كبيرة ومع ذلك فإن إسرائيل عجزت رغم سيطرتها على حدود غزة عن إيقاف تهريب الأسلحة عبرها، وطالبت الصحيفة بإجراء تحقيقات مستقلة حول ما وصفتها بمزاعم عما سيكشف عنه الانسحاب الإسرائيلي من أدلة على أفعال ارتكبت وترقى إلى وصفها بجرائم حرب. وعلى ذات المنوال سارت صحيفة صنداي تلغراف حين ذكرت أن المؤرخين ربما سيكتشفون أنه بإغلاق الحدود المصرية، فإن جرح الاستياء بين الفلسطينيين الذي ظل نازفا منذ 1948 لم يندمل بعد، وقالت: إن إسرائيل لم تتمكن في حربها هذه من توجيه ضربة قاضية لحركة حماس التي قد تخرج منها وقد زادت شعبيتها في الضفة الغربية حيث يظهر الفلسطينيون تعاطفا مع معاناة أهالي غزة.