ذهبت الانتقادات الموجهة لوسائل الإعلام المرئية الإسرائيلية في تغطيتها للحرب على غزة في الأسابيع الماضية إلى حد المطالبة بفصل إحدى مقدمات الأخبار الشهيرات بسبب ما اعتبر تعاطفا من جانبها مع الفلسطينيين. وفي مقال لها بعنوان نصف الحقيقة عن التغطية الإعلامية لهذه الحرب التي وضعت أوزارها يوم الاحد، كشفت صحيفة لوموند الفرنسية مدى التباين بين ما تنقله محطات التلفزة الإسرائيلية وما تبثه قناة الجزيرة. وقال مراسل الصحيفة بنيامين بارت: إن التعبئة لهذه الحرب كانت عامة سواء في الجزيرة أو في القناة الثانية الإسرائيلية. مشيرا إلى أن الأولى تركز طوال ساعات بثها ال24 على ما يدور في غزة، بينما لا تبث الثانية سوى عشر ساعات إخبارية في اليوم. ونقل الكاتب عن مدير الشؤون الداخلية بالقناة الثانية آراد نير قوله: نحن لا نظهر سوى نصف الحقيقة، جمهورنا إسرائيلي وليس له أي اهتمام بسماع أخبار فلسطينيين. مضيفا: المشكل يكمن في أن هذا الجمهور لن يفهم شيئا إذا ما اتهم يوما ما أحد جنرالاتنا بارتكاب جرائم حرب. وحتى في هذه الفترة من وحدتها المقدسة فإن المحطات الإسرائيلية لم تفلت من النقد حسب المراسل الذي استشهد بإطلاق نشطاء من أقصى اليمين في إسرائيل عريضة على الإنترنت تهدف لطرد مقدمة الأخبار يونيت ليفي التي يصفونها بالموالية لفلسطين. وعن تغطية الجزيرة قال بارت: إن الرأي العام في إسرائيل يرى أن الحرب على غزة عززت انحياز المحطة لحركة المقاومة الإسلامية )حماس.( ونقل عن مدير وكالة أنباء أمين الفلسطينية خالد أبو عكر قوله: إن تغطية مراسلي الجزيرة الأربعة متميزة عن باقي المحطات. وقال أبو عكر إن الجزيرة تعطي الكلمة لمسؤولين إسرائيليين لكن هؤلاء لا يمكن أن يتخيلوا أن محاوريهم من مذيعي القناة سيكونون ودودين معهم. وأضاف: أن أعضاء في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية يتهمون الجزيرة بالانحياز لحماس. وأنهى الكاتب بتساؤل قال فيه إن المشاهد يلاحظ أن الحرب على غزة أضعفت موقف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، لكن إذا كانت حماس منهزمة على الأرض فهل تراها تخرج منتصرة على شاشة التلفاز..؟