صناعة الفخار هي حرفة تمتهنها العديد من سيدات المنزل كغيرها من الحرف التقليدية كنسج الصوف مثلا، وتصنع من الفخار الأواني بمختلف أصنافها وألوانها وهذا منذ القدم وحتى الى يومنا هذا. في منطقة تسمى ''وادي الزيتون'' بولاية المدية، وجدنا عائلة بأكملها مختصة في صناعة الفخار، وتقول بأنه مصدر رزقها، وهذه الأم ''فاطمة'' تشرح لنا عملية هذه الحرفة اليدوية، حيث أوضحت بأن العملية تبدأ بالبحث عن المادة الأولية، وهي الطين من النوعية الجيدة، في أعالي الجبال، بعدها يوضع هذا الأخير في حمام مائي، وفي اليوم الموالي تقوم بتدليك العجينة لوقت طويل حتى لا تلتصق بالأصابع، هذا العمل تقوم به إبنة السيدة فاطمة، حيث تقوم بتصميم الصحن باستخدام يديها حتى تعطيه الشكل الذي تريده. وهناك الصحون المسطحة والصحون المقعرة الكبيرة والصغيرة، وعندها من الاشكال المتنوعة لتشكل في الأخير طاقما لطاولة أكل، وبعد ذلك تترك الصحون لتجف لمدة معينة بتعريضها للشمس وتختلف مدة هذه العملية حسب درجة الربوطة. وتؤكد السيدة فاطمة أنه بالرغم من أنها طاعنة في السن ورغم تعب السنين، إلا أن حبها لحرفة صناعة الفخار جعلها تنسى همومها وتعبها، وكل اهتمامها منصب على اتقان صنعتها، مع الايمان القوي بضرورة المحافظة على هذه من الحرفة التقليدية التي تركتها لبناتها وحفيداتها، لأنها تقول بأنه رغم العصرنة التي دخلت على المجتمع الجزائري، فستزول يوما ما ولن يبق إلا التقليدي، أما بالنسبة للحفيدة الصغرى، فهي فنانة تبلغ من العمر 22 سنة، مختصة في صناعة الصحون، وخاصة الأباريق والتي تقول بشأنها مفتخرة، إنه لن تسبقها فنانة في صناعتها وتزيينها. أما مهمة زوجة الابن، فهي طهو الصحون في الفرن، وسميرة ابنة العم مختصة في الزخرفة، وقد ورثت هذه الصنعة عن والدتها التي كانت تراقبها وهي تقوم بعملها وهي لم تتجاوز سن السابعة حتى أحبت بدورها هذه الصنعة وصارت كالهواء الذي تتنفسه وهي اليوم مختصة في صناعة المزهريات وتتفنن كثيرا في الزخرفة. سميرة إذن مختصة في الزخرفة، وكل زخارفها عبارة عن رسومات أكثرها لأزهار جميلة متنوعة ومختلفة الأشكال والألوان، وهي ترسم كل ما تمليه عليها مخيلتها. وعن سؤال متعلق بالربح -بمعنى آخر - هل هذه الحرفة مربحة أولا؟ أجابتنا الأم فاطمة مؤكدة بالطبع مربحة، استطيع أن أكشف لك بأن هذه الفيلا التي ترينها أمامك هي من الأرباح التي جنيناها من صناعة الفخار، ونحن جد فخورين بهذه الحرفة، وهي مصدر رزق الكثير من العائلات، في القديم كنا نسكن كوخا صغيرا، واليوم بعد أن كبر أولادي أصبحوا يساعدونني في انجاز هذه المهنة، وبالتالي زادت الأرباح. وعن كيفية البيع والبحث عن الزبائن تجيب محدثتي قائلة بأن أغلب مبيعاتها تكون بالجملة، وبالتالي فالكثير من الشباب الذين يقفون على ناصية الطريق السريع لبيع الفخار يقصدونني في البيت لأبيع لهم ما عندي من فخار، أما الاسعار فهي مختلفة ومتابينة، فكل شكل وسعره فمثلا: مطهات صغير، ب 80 دج الصحون الصغير: ب 100 دج الصحون الكبيرة: ب 200 دج مزهرية كبيرة: ومزخرفة ب 2500 دج قلل متوسطة الشكل ب 150 الى 200 دج الأكواب ب 170 دج وفي الأخير دعت السيدة فاطمة كل الشباب لاسيما الذين هم دون عمل الى العودة الى الصنعة، فهي تطرح البركة كما تقول ومباركة وشريفة. ------------------------------------------------------------------------