أكد الدكتور علي إدريسي، من جامعة الرباط (المغرب)، أمس، بالجزائر العاصمة، أن الجزائر ساهمت في نجاح ثورة الريف التي قادها عبد الكريم الخطابي سنة 1821 ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني في المغرب. وذكر إدريسي، في محاضرة نشطها خلال فعاليات الملتقى الدولي حول مساهمة الجزائريين في حركة التحرر العربي خلال القرنين 19 و20، أن الجزائريين «قدموا تضحيات ومختلف أشكال الدعم لثورة الريف التي قادها عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار»، مستدلا بما كتبه توفيق المدني ومالك بن نبي ومحمد العيد آل خليفة. ويرى المحاضر ذاته، أن الشعب الجزائري والمغربي «كانا يتقاسمان رؤية موحدة ضد الاستعمار»، مشيرا إلى أن هذه الرؤية «عجّلت باندلاع مقاومات ثم ثورات ضد الاحتلال بمنطقة المغرب العربي». وخلص ذات المتحدث، إلى الاعتراف بأن الثورة التحريرية بالجزائر ساهمت في تحرير المغرب وتونس وباقي الدول الإفريقية التي كانت تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي. من جهته، أكد الحاج موسى بن اعمر من جامعة الجزائر، أن مساهمة الجزائر في حركات التحرر بالوطن العربي وإفريقيا لم تكن «بالسلاح فقط، بل كانت أيضا بنشر العلم والدعوة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والتي عملت كافة القوى الاستعمارية على طمسها، كما كان الحال مع المستعمر الفرنسي بالجزائر». وذكر المتحدث بما قدمه العلامة الجزائري أبي إسحاق طفيش، في عديد البلدان العربية من جهد لنشر العلم والحث على مقاومة الاستعمار. بدوره أوضح عبد الغني بلقيروس من جامعة البليدة، أن الجزائريين «كان لهم فضل كبير في تحرير ليبيا من الاستعمار الإيطالي»، مذكرا في هذا السياق بدور مصطفى الطفراوي الذي كان أبرز المجاهدين في جبهات الجهاد بليبيا ضد الاستعمار الإيطالي. في نفس السياق، صرح الوزير الأسبق دحو ولد قابلية، رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ)، أن «الوعي الكبير لدى قيادة الثورة التحريرية بخطورة الاستعمار، جعلها تعمل على تحرير كل الشعوب العربية والإفريقية من ظلم الاستعمار» . يذكر، أن أشغال الملتقى انطلقت في وقت سابق من نهار أمس، وتتواصل إلى غاية، اليوم، بمشاركة باحثين من جامعات جزائرية ودولية، منها المغرب، تونس، الإمارات العربية وفلسطين. وسيتم خلال هذا اللقاء، إبراز الدور الذي لعبته الجزائر في دعم حركات التحرر بالعالم العربي، خاصة بتونس والمغرب وليبيا وعديد الدول الإفريقية، إلى جانب إبراز دورها في دعم القضية الفلسطينية.