أول مصنع في شمال إفريقيا ثمار شراكة استراتيجية أشرف وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، رفقة نظيره الفرنسي لوران فابيوس، أمس، على تدشين المصنع الجزائري الفرنسي لتركيب عربات الترامواي المتواجد على مستوى منطقة «لعلاليق» ببلدية البوني بعنابة، بحضور كل من وزيري النقل عمار غول، والصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، إلى جانب الهيئة الدبلوماسية لممثلي البلدين. جاء التدشين في إطار حركية العلاقات الثنائية التي بادر بها الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة، وفرانسوا هولاند، على هامش اجتماع اللجنة الاقتصادية الجزائرية الفرنسية. وصرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة بالمناسبة، «أن هذا اليوم سعيد في علاقتنا الثنائية مع فرنسا وعملنا الدؤوب على الارتقاء بهذه العلاقات إلى مصاف الشراكة المتكافئة والمربحة، من خلال تدعيم قطب عنابة الاقتصادي باعتباره قطبا واعدا له مساهمة فعّالة في بناء اقتصاد جزائري قوي». ذهب نظيره الفرنسي في نفس الاتجاه بعد عملية تدشين مصنع «سيتال»، واصفا الشراكة الجزائرية الفرنسية في ميدان السكك الحديدية بالناجحة، داعيا إلى تعميق هذه الشراكة لفتح آفاق عمل مشتركة وواعدة ومشاريع كبيرة تأخذ بعين الاعتبار حاجة السوق الإقليمية والإفريقية لهذه البنى التحتية. من جهته قال وزير النقل عمار غول، بأن مشروع عربات الترامواي سيتال هو نوع من الشراكة المربحة من أجل تطوير الاقتصاد الجزائري، انطلاقا من تطوير شبكات المواصلات خاصة خطوط السكك الحديدية، ضمن الشراكة التي يأمل أن ترتقي لمد ما يزيد عن 12500 كلم من خطوط السكك الحديدية على مستوى القطر الوطني على أن تكون عنابة الممول الرئيسي لعربات الترامواي والسكك الحديدية. وزير الصناعة والمناجم الجزائري عبد السلام بوشوارب، أشاد بدعم شركة «ألستوم» الفرنسية التي أعطت للجزائر فرصة لدخول ميدان صناعة عربات الترامواي ضمن شراكة تستند إلى القاعدة الاستثمارية 49/51، وهذه البداية تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح على أن يسير مصنع سيتال الجزائري الفرنسي في عملية إنتاج عربات الترامواي بمعدل إنتاج 05 عربات شهريا، مع العمل على تحقيق إنتاج ما يعادل 30 % من قطع الغيار على المستوى المحلي. عملية تدشين مصنع «سيتال» لعربات الترامواي الذي يعد أول مصنع في شمال افريقيا، تعود إلى اتفاقية أبرمت سنة 2010 بين شركة ميترو العاصمة وفيروفيال من الجهة الجزائرية وألستروم ترونسبورتر الفرنسية، بهدف خلق شركة لتركيب وصيانة عربات الترامواي برأس مال قدر ب2.5 مليار دينار ونسبة 51 بالمائة من الأسهم للجزائر، و49 بالمائة الباقية عادت للشركات الفرنسية. المصنع يسير بطاقة تركيب خمس عربات ترامواي في الشهر وهو ما سيمكنه من تلبية حاجيات جميع المشاريع الموزعة على مختلف ولايات الوطن خاصة عنابة، سطيف، سيدي بلعباس، مستغانم، ورقلة وباتنة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة «ألستوم» الفرنسية متخصصة في النقل والطاقة وقد تواجدت بالجزائر منذ سنة 2003 بعد فوزها بصفقة انجاز مشروع ترامواي العاصمة بقيمة 356 مليون يورو.