ارتياح لتوقيع اتفاق السلام في مالي وتسوية القضية الصحراوية مطلب ملح أجرى ملك ليسوتو ليتسي الثالث زيارة دولة إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام، صدر على إثرها، أمس الأول، بيان مشترك. فيما يلي نصه الكامل: «بدعوة من فخامة عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أجرى صاحب الجلالة الملك ليتسي الثالث ملك ليسوتو، زيارة دولة إلى الجزائر من 26 إلى 28 ماي 2015. تترجم هذه الزيارة الإرادة المشتركة للجزائر وليسوتو في تعزيز علاقات الصداقة والتضامن والتعاون التقليدية. وخلال هذه الزيارة، أجرى الرئيس بوتفليقة مع صاحب الجلالة الملك ليتسي الثالث محادثات معمقة ومثمرة حول مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي وجرت المحادثات في جو ودي وأخوي. على الصعيد الثنائي استعرض القائدان وضع التعاون في كافة المجالات ودرسا سبل ووسائل تعزيزه وتنويعه وعبرا عن التزامهما بتعزيز التعاون بين البلدين وأمرا وزراءهما أو ممثليهم بتنظيم لقاءات ودراسة مجالات التعاون هذه، كما شجعا رجال أعمال بلديهما على تنظيم لقاءات وبحث فرص الأعمال المتوفرة في كلا البلدين. في هذا الصدد، جددا إرادتهما في تعزيز روابط الصداقة العميقة التي تميز العلاقات بين البلدين لإقامة تعاون يعود بالمنفعة على الطرفين، استنادا إلى الثقة التي تطبع لجنة التعاون المختلطة. على الصعيدين الإقليمي والدولي، أكد القائدان تطابق وجهات نظرهما بشأن أبرز المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وجددا التزامهما بإبقاء روح التشاور التي طبعت دوما العلاقات بين الجزائر وليسوتو. بعد أن أعربا عن ارتياحهما لدور الاتحاد الإفريقي في التسوية السلمية للنزاعات على مستوى القارة، أعرب الرئيس بوتفليقة والملك ليتسي الثالث، عن انشغالهما إزاء استمرار بعض بؤر التوتر والأزمات في افريقيا التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. في هذا الشأن جدد الطرفان دعمهما لجهود الاتحاد الإفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات والنزاعات بإفريقيا، حيث أكدا على ضرورة العمل من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة، لاسيما في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد). من جهة أخرى، أكد الجانبان ضرورة العمل من أجل تفعيل هندسة السلم والأمن للاتحاد الإفريقي مع إنشاء القوة الإفريقية للرد السريع على الأزمات، كما أعربا عن ارتياحهما للتعاون الأمني الواعد الذي يشهد تطورا، لاسيما بمنطقة الساحل، في إطار مسار نواكشوط. وقد عبّر الرئيس بوتفليقة وجلالة الملك ليتسي عن انشغالهما إزاء التهديدات المتزايدة المتولدة عن الإرهاب بالمنطقة، كما جددا إدانتهما الشديدة للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، إذ أكدا ضرورة تضافر الجهود عن طريق التشاور من أجل مكافحة الإرهاب العابر للأوطان. كما عبر القائدان عن انشغالهما لانتشار الجماعات الإرهابية وتجارة المخدرات والتداول غير القانوني للأسلحة بمنطقتيهما، حيث جددا التزامهما بتضافر جهودهما بهدف مكافحة هذه الآفات التي تهدد أمن واستقرار القارة. وقد أعرب القائدان أيضا، عن دعمهما لجهود الاتحاد الإفريقي الرامية إلى مكافحة الجماعة الإرهابية بوكو حرام، لاسيما من خلال العهدة الممنوحة للقوة المشتركة متعددة الجنسيات، حيث عبرا أيضا عن تضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الآفة. في هذا الصدد، أعرب الرئيس بوتفليقة وجلالة الملك ليتسي الثالث عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب ولجنة مصالح الاستخبارات والأمن الإفريقيين، كما عبّرا عن التزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي والبروتوكول المتعلق بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. إشادة بجهود الوساطة لإقرار اتفاق السلم والمصالحة المالية وبخصوص الوضع في مالي، أعرب القائدان عن ارتياحهما لتوقيع الأطراف المالية على اتفاق السلام والمصالحة يوم 15 ماي 2015 بباماكو. كما أعربا عن دعمهما الكامل لهذا الاتفاق، الذي يحفظ مصالح جميع الأطراف المالية، ضمن وحدة وسيادة الدولة المالية. ودعيا المجتمع الدولي إلى تقديم دعمه التام لتنفيذ الاتفاق ومساعدة مالي في جهوده المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد أعرب جلالة الملك ليتسي الثالث، عن ارتياحه للدور الذي لعبته الجزائر في رئاسة الوساطة الدولية، حيث سمحت بإبرام الاتفاق والتزامها المتواصل لصالح السلم والمصالحة في مالي. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أعرب الرئيس بوتفليقة وجلالة الملك ليتسي الثالث عن انشغالهما لتدني الوضع الأمني في هذا البلد وانعكاساته على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. من جهة أخرى، دعا الجانبان جميع الأطراف الليبية، باستثناء المجموعات الإرهابية المدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية من طرف الأممالمتحدة، إلى المشاركة بحسن نيّة في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة واستقرار البلد وتلاحم الشعب الليبي. وأعرب الملك ليتسي الثالث، عن ارتياحه لجهود الجزائر التي مكنت من التوصل إلى عقد الاجتماع الثاني الذي ضمّ رؤساء الأحزاب السياسية والناشطين السياسيين الليبيين والذي تم تحت رعاية الأممالمتحدة وسجل تقدما معتبرا نحو المصادقة على اتفاق لحل الأزمة الليبية. دعم جهود الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية وبخصوص مسألة الصحراء الغربية جدد القائدان دعمهما لجهود الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون ومبعوثه الخاص كريستوفر روس، قصد التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع، قائمة على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل وحيادي. وجددا دعمهما لتحقيق الطموحات الوطنية لشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وأعربا من جهة أخرى، عن ارتياحهما لتدخل الاتحاد الإفريقي في هذه المسألة، لا سيما من خلال تعيين مبعوث خاص متمثل في شخص جواكيم شيسانو ومصادقة مجلس السلم والأمن على بيان حول مسألة الصحراء الغربية يوم 27 مارس 2015. وحث القائدان مجلس الأمن للأمم المتحدة، على اتخاذ كل القرارات الضرورية لضمان تقدم فيما يخص البحث عن حل للنزاع في الصحراء الغربية، معترفين بدوره الرئيسي وبمسؤوليته الأساسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط، جدد القائدان دعمهما لتسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس. ودعا القائدان الى إصلاح معمق لمنظمة الأممالمتحدة وجددا تمسكهما بمسار إيزولويني من أجل مشاركة أوسع وأكثر فعالية للبلدان الإفريقية في مسار اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة. وأعلم جلالة الملك ليستي الثالث الرئيس بوتفليقة بآخر التطورات السياسية في بلده، لاسيما الانتخابات العامة التي جرت يوم 28 فيفري 2015. وأعرب الرئيس بوتفليقة عن تقديره لدور الزعامة الحكيم والمتبصر لجلالة الملك ليستي الثالث في إقرار الاستقرار السياسي والأمني في المملكة. وهنّأ الرئيس بوتفليقة جلالة الملك ليستي الثالث، على نجاح المسار الانتخابي الذي خلص إلى وضع التحالف الحكومي الثاني بقيادة رئيس الوزراء باكاليتا باتوال موزيزيلي. وفي ختام زيارته، شكر جلالة الملك ليستي الثالث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والشعب الجزائري، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها وكذا الوفد المرافق له منذ وصولهم إلى الجزائر العاصمة. كما وجه دعوة إلى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليقوم بزيارة دولة إلى مملكة ليسوتو في تاريخ يحدد عبر القناة الدبلوماسية. وتم قبول الدعوة بكل سرور».