ركّز الخبير في الشؤون الأمنية محمد خلفاوي، على الإرهاب الدولي العابر للدول والمتعدد الأوجه سواء من حيث الأسلوب أو نوع العمليات العسكرية العنيفة، وحسبه أن الإرهاب له «منطق أخلاقي خاص به» مثل بعض الجماعات الإرهابية في كندا التي قامت بحرق مراكز الإجهاض، لكنه استطرد قائلا:» نحن مخطئون لو أضفنا صفة الأخلاق لهذه الجماعات»، مضيفا أن نشاط الإرهاب الدولي له خصوصيات وقواعد موزعة مثل تنظيم القاعدة و داعش. أوضح محمد خلفاوي في ندوة بمنتدى جريدة الشعب أمس حول موضوع «عولمة الإرهاب وتداعياتها الجيو إستيراتيجية»، أن الإرهاب الإسلاموي الذي يمثله تنظيم «القاعدة» و «داعش» يتغذى بكلمة الجهاد أو ما يصطلح عليه «العنف المقدس»، ويعتبر كجواب لوضع سياسي خاص بهم في العراق، زيادة على الإهانة الاستعمارية التي تغذي خطابه، ولهذا نجد بعض الجزائريين انخرطوا في هذه الجماعات، حسب الخبير في الشؤون الأمنية. وأضاف الخبير من منتدى جريدة «الشعب» أن نشاط الإرهاب الدولي له خصوصيات وقواعد موزعة تضرب في أي دولة تريد، وهي حرب استعلاماتية متسائلا هل نحن في حرب ضد الإرهاب أو نواجه إرهابا فرض علينا، ومن أنشأ «القاعدة وداعش»، وما هدفهما؟، مشيرا إلى أن الإجابة على الربيع العربي هو بخلق تنظيم داعش وجعله يدخل في اصطدام مع أنظمة الدول العربية. وقال خلفاوي إجهاض الثورات العربية مقصود»، وأن القاعدة و داعش تنظيمان لهما مهمتان مختلفتان، انتهت مهمة القاعدة، ليأتي تنظيم داعش ويقوم بمهمة أخرى والتي نفذها على أكمل وجه ووفقا لمخططات الدول الغربية التي تريد تقسيم المنطقة، أضاف خلفاوي. وحسب الخبير فإن تعريف مصطلح الإرهاب متفق عليه من طرف الخبراء، لكن لا يوجد مفهوم نهائي وجامع، لأن منظمة الأممالمتحدة تستعمل مفهوما لو طبق فستصبح بذلك جبهة التحرير الوطني، ومنظمة حماس الفلسطينية وجبهة البوليزاريو إرهابا، كما أن الإرهاب المسلح لا يعترف بالدولة ومؤسساتها. وفي هذا الإطار، أبرز الخبير في الشؤون الأمنية أن مفهوم الإسلاموية بدأ في التسعينات وهو نتيجة يأس كبير لدى الشعوب التي كانت تطمح إلى التطور لكنها لم تجد الإمكانيات الكافية لتلبية احتياجاتها، زيادة على الحرب العربية الإسرائيلية في 1967، حيث وجد الجيش العربي نفسه في مواجهة الدول الغربية وإسرائيل، و شعروا بالإهانة مما دفع الشعوب إلى الانتفاضة. وقال أيضا أن، القاعدة أنشأت حين قرر العرب مساعدة المسلمين في أفغانستان وعلى رأس التنظيم أسامة بن لادن الذي تم تمويله وتسليحه من طرف السعودية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية لمحاربة الاتحاد السوفياتي في المنطقة، ثم انتقلت القاعدة إلى العراق حين استعمرت لكنها لم تقدم لها المساعدات، ليأتي فيما بعد تنظيم داعش في 2006 والذي بدأ بفكرة الدولة الإسلامية، مضيفا أن الإرهاب في الساحل مختلف. لابد من برنامج عملياتي على المدى البعيد لمحاربة الإرهاب ونوه خلفاوي في هذا السياق، بخصوصية الجزائر في مكافحة الإرهاب مقارنة بالدول العربية كونها تملك أحزاب إسلامية، ولا يمكن أن تسند شرعية الإسلام إلى المتطرفين فقط، مشيرا إلى أن داعش في سوريا بدعم من دول الخليج هو بهدف حماية القواعد الأمريكية، ونفس الأمر بالنسبة لدولة ليبيا، مؤكدا أن إنشاء تنظيم داعش يخدم أمن إسرائيل ويعمل على بقاء الإمارات في دول الخليج، كما أن الدول الأوروبية تمول الإرهاب وتحمي الدول التي تمارس الإرهاب(إسرائيل). ودعا خلفاوي إلى التفكير في برنامج عملياتي وعلى الدول العربية توضيح الأمور، كما أنه على القوى العظمى تحديد مخططاتها، قائلا:» نحن نريد وطنا عربيا مستقرا، وأنتم(الغرب) ماذا تريدون؟»، ويرى ضيف منتدى»الشعب»، أنه يجب التحكم في الفكر الوهابي السلفي المنتشر بكثرة والتعاون على مستوى الفكر بإشراك الأئمة لمحاربة التفكير المتطرف، وإعداد برنامج على المدى المتوسط والبعيد، كما على الدول الغربية الاتفاق على مفهوم محدد لظاهرة الإرهاب التي فتكت بالشعوب العربية.