يتوقع محمد خلفاوي، الضابط السامي المتقاعد من الجيش، أن يرتفع مستوى التعاون الأمني بين الجزائروتونس، في المرحلة المقبلة، وإن أكد أن التعاون لم يتوقف منذ سنوات، مشيرا إلى أن الرئيس التونسي المقبل سيعمل على عزل الجماعات الإرهابية أكثر. قال خلفاوي، في تصريح ل”الخبر” أمس، إن “الرئيس التونسي المقبل سيركز أكثر على التعاون الأمني مع الجزائر للتضييق على الجماعات الإرهابية”، موضحا “الأمر لا ينحصر في الأمني فقط بل وأيضا في الجانب الاقتصادي”، ويعتبر الضابط المتقاعد من جهاز المخابرات أن “قايد السبسي واع بالمخاطر الإرهابية التي تحدق بكل من تونسوالجزائر من خلال الحدود، لذلك أعتقد أنه سيعمل على عزل المجموعات الإرهابية التي وبعد أن تشعر بالخناق يشتد عليها ستحاول الاستثمار في تنظيم الدولة الإسلامية، من خلال إعلان مبايعتها لداعش من أجل خطف الأضواء والحصول على المال والإشهار لأعمالها”. ويرى خلفاوي أن “نفس السيناريو، الذي حدث بالجزائر، من جانب المجموعات الإرهابية مرشح للاستنساخ بتونس، حيث وبعد الضربات التي وجهها الجيش لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة وللجماعة السلفية للدعوى والقتال، أعلنت الأخيرة مبايعتها لتنظيم القاعدة لأيمن الظواهري، تحت مسمى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ولما اشتدت الضربات على الجماعات الإرهابية أكثر في السنوات الأخيرة وعزلها، عمد فصيا إلى مبايعة تنظيم داعش، من أجل خطف الأضواء والتأكيد على الوجود والنشاط”. ويرى خلفاوي أن حظوة تونس “بجبهة داخلية منسجمة يعول عليها وهي من قامت بالثورة ثم دعمت الأسلاك الأمنية في حربها على الإرهاب، منذ بداياته الأولى، من شأنها الدفع نحو عزل أكبر للجماعات الإرهابية”، وقال إن “الجزائر أعلنت دعمها لتونس منذ ظهور أول مؤشرات تردي الوضع الأمني وظهور الإرهاب في جبل الشعانبي”، على أن “السبسي أو غيره يعرف النظام الجزائري جيدا كما يعرف المرزوقي حجم المخاطر الدولية على رهانات البلدين في حماية الحدود بينهما”، كما قال إن “تونس وقفت مع الجزائر خلال مكافحتها للإرهاب ولم تحتضن الفارين مثلما فعلت دول أخرى، وهي كانت البلد الأكسجين خاصة بعد غلق الحدود في الجهة الغربية”. ويعتقد خلفاوي أن “التونسيين هم أول شعب عربي ينتخب رئيسا بإرادته وحسب مقاييس الديمقراطية المتعارف عليها عالميا”، على أنه “سواء السبسي أو المرزوقي فالاثنان استدركا مكونات الشعب التونسي بما في ذلك الحركة الإسلامية التي تقبلاها كواقع، كما أن الاثنين يعرفان أنه لا أحد يستطيع الانفراد بالحكم وبضرورة لم الشمل وطمأنة سكان الجنوب”.