لا تزال قمة ازرو نطهور الواقعة بجبال جرجرة بتيزي وزو، حيت يرقد ضريح احد الاولياء الصالحين تجذب الاف الزوار من داخل وخارج الوطن. غير ابهين بالتضاريس الوغرة الى يقطعون على ارجلهم. فقد جرّت العادة ان يسير هؤلاء باتجاه قمة ازرو نطهور في قافلة تضم الاف الاشخاص الى غاية وصولهم الى المسجد الصغيرو ذلك في شهر اوت لتمضية فترة معينة امام الضريح في الدعاء و التبرك به. تنقلت “الشعب” الى هذا المعلم السياحي واجرت دردشة مع بعض الزوار الذين اعتادوا على زيارة المكان في مثل هذا الموسم و المشاركة في الوعدة التي تقام خلال هذه التظاهرة يروي لنا الشيخ احمد ان عجوزا من اولياء الله الصالحين تنقل الى قمة جبل بجرجرة وشرع في الصلاة والدعاء، فوافته المنية وهو على هذا الحال ...وهو ما دفع بسكان المنطقة الى دفنه في المكان ذاته وبناء مسجد صغير على قبره، ليتحول الى مزاره للسكان القاطنين بتيزي وزو والقرى المجاورة. ونحن نهم بدخول مكان الضريح صادفنا شابة مقتبل العمر كانت تتهيأ لإدخال رأسها تحت الرداء الذي يلف الضريح وعلامات السرور بادية على وجهها، سألناها عما يعني مثل هذا التصرف فأجابت أن ذلك بمثابة فأل خير عليها، خاصة وأنها لم يسعفها الحظ في الزواج لحد الساعة ...و هو أيضا أفضل مكان للدعاء حتى تفرج كربتها في أقرب الاجال وتتزوج مثل هذه المعتقدات لازالت تسيطر على الكثير من نسائنا، خاصة وأننا وجدنا ان الكثير من زوار قمة ازرو نطهور شابات يترددن على المكان لنفس الغرض. ....معتقدات خاطئة كشف مجموعة من الشباب الذين التقت بهم “الشعب” في عين المكان أن مثل هذه المعتقدات خاطئة ولكن لسوء الحظ لاتزال تسيطر على العقول، مؤكدين في سياق حديثهم أن ما يروى عن التوسل بالولي الصالح لمساعدتهم في تفريج الكربات لا أساس له من الصحة، لأن من يفعل ذلك هو الله سبحانه وتعالى ولا غير سواه. وأضافوا: تواجدهم بالمكان هو احياء لعادات وتقاليد المنطقة لا أكثر و لا أقل ...والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يزخر بها هذا المكان المتميز في منطقة القبائل خاصة والجزائر عامة. أيدتهم في الرأي صونيا قائلة: هذه التظاهرة تكتسي طابعا سياحيا، حيث مازال سكان تيزي وزو يحيونها رغم أنها تعود الى قرون خلت في جو أخوي تسوده البهجة والفرحة وفي هذا الصدد، أشارت محدتثنا أن الوافدين الى المكان لا يمكن تصوره، ولا يقتصر الأمر على سكان تيزي وزو فقط يشمل أيضا العاصمة، بومرداس، البليدة، تيبازة، سطيف، باتنة، دون أن ننسى المغتربين المقيمين خاصة في فرنسا. ..وعدة الولي الصالح جرت العادة ان تنظم وعدة الولي الصالح في مثل هذا الشهر ثلاث قرى في تيزي وزو يتم اختيارها لتتكفل بإعداد الطعام لزوار قمة ازرو نطهور، الذين يجتمعون فوق الصخرة الكبيرة حيث كان يقيم الولي الصالح ....ويبقون يوما كاملا في الدعاء والتوسل، يعقبها تناول الطعام، وهي عادة يحرص على تكريسها سكان المنطقة منذ الأزل رغم العصرنة التي عرفها المجتمع. وما زاد من جمال الحدث الديني والثقافي هو جمال الموقع الذي يتوسط سلسلة جبلية مُخضرة تكسوها مختلف أنواع الأشجار والشجيرات والنباتات التي لا نجدها سوى بالجبال ذات الإخضرار الأخاذ، والأكثر من هذا الهواء النقي الذي ينعش القلب والروح والسكون الذي يخيم على المكان الذي قوع في القمة حيث يرحل العقل البشري في رحلة يتمنى أن لا تنتهي مع نهاية اليوم وغروب الشمس، ويتمنى العودة إليه مجددا بحثا عن السكينة والراحة التي يقدمها المكان لقاصديه.