ابن مدينة الادريسية أو (زنينة ) بالجلفة توّج بالمرتبة الاولى للشعر الملحون في الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون لخضر بن خلوف مستغانم. قصيدة وطنية أشاد فيها بتاريخ الجزائر الطويل بدءًا من حقبة الفتوحات الإسلامية الى تحريرها من براثن الاستعمار الفرنسي الى الاستقلال و ثورة التشييد و الانجازات ..عدّد العديد من الدول العربية في قصيدته العصماء مبرزا الجزائر كعروس الدول و الرائدة في تحقيق التقدم الثقافي. إنه الشاعر قدوري صالح الذي أجرت معه “الشعب” هذا الحوار. “الشعب”: كيف جاء التتويج وسط هذه المنافسة الشعرية؟ قدوري صالح: جد مسرور لأني توّجت وسط شعراء لهم باع طويل في الشعر و قامات شعرية. فرحتي لا توصف باعتلائي الريادة وسط شخصيات فنية مثل معزوز بوعجاج و عبد القادر الخالدي والمطرب الشعبي عبد القادر شاعو والملحن كمال حمادي والمطرب البوقيراطي والشاعر التيارتي احمد بوزيان. كيف كانت بدايتك الشعرية وهل تأثرت بشاعر معين؟ أنا كنت منذ صغري أهوى الشعر وأتعاطاه بدندنات خافتة خوفا من ردة الفعل بسبب طبيعة بلدتي المحافظة، لكن موهبتي غلبت طبعي وسرت في هوى الشعر الذي أصبح فيما بعد الرئة التي أتنفس بها وأصبحت اصبر على الطوى والعطش ولا أصبر على عدم تعاطي الشعر. ألهذا الحد استهواك الشعر يا قدوري؟ بل قل سكنني بدون استئذان، لكن الشعر الشعبي له ذوق خاص ولا سيما عندما تكون في بيئة خصبة مثل زنينة التي قلت فيها شعرا ومقدمة قصيدتي المتوّج بها استهليتها بمسقط رأسي و مكان نبوغي زنينة، واسأل الشعراء ..في أي واد يهيمون.. لكن تمرير رسالة و لا سيما في الوطنية يتطلب انتقاء للكلمات التي تؤثر في سامعها، و من لا يتغنى بالوطن فهو جاحد كالعاق لهذا نظمت جل أشعاري في الوطني و بعضها في المدح و الهجاء و الرثاء لأن قريحة الشاعر جياشة وتحن الى كل شيء وتتفاعل مع كل واقعة ..لله در الشعراء. ماذا عن الملحون في ظل تنامي ظاهرة الموسيقى الصاخبة والكلام غير الموزون؟ الكل يدلي بدلوه في الجب منهم من يستخرج الماء الصافي الزلال، ومنهم من يستخرج ماء لا يروي الظمآن ولا يفي بالغرض ومنهم من يستخرج ماء يضر بشاربه و للحديث قياس، و ان شاء الله نكون ممن يرون الآخرين من الظمأ ويشكرون النعمة، و شعراء الملحون تقريبا كلهم يروون السامع لهم الماء الزلال، وأتمنى من الشباب الاعتناء بهذا الشعر الذي أصبح حضارة تتنافس بها الأمم. هل فكرت في إهداء قصيدتك الوطنية المتوّج بها لشخص معين؟ أولا الإهداء في شعب الجزائر الطيب والذي رغم الظروف التي ألمت به بقي طيبا متآزرا، و أهدي قصيدتي الى من حملاني أحدهما في البطن و الآخر فوق الأكتاف، ففضل الوالدين بعد الله وأتمنى لها طول العمر ولا أزال أحن إلى توجيههما وأخص كذلك أبناء بلدتي التي ألهمتني الشعر الادريسية أو زنينة بولاية الجلفة ولاية الشعر والشعراء ، طبعا الشكر موصول الى لجنة التحكيم للمسابقة و على رأسها الاستاذ عبد القادر بن دعماش الذي أتاح لنا الفرصة للمشاركة في المسابقة و ساعدنا حتى ماديا للوصول الى المبتغى. كلمة أخيرة.. أشكر جريدة “الشعب” التي لا تفوّت فرصة طيبة ولا سيما وطنية إلا وحضرت بقوة .. وانتظروني في قصائد هادفة ولا سيما بعد التتويج.