صادق، أمس، أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني «الأفلان» بالإجماع، على مشروع لائحة مفتوحة متضمّنة مبادرة سياسية وطنية من أجل التقدم في ظل التلاحم والاستقرار، واقترح الأمين العام عمار سعداني «جبهة عمل جديدة دعما لبرنامج رئيس الجمهورية»، داعيا المنخرطين فيها إلى دعم الأخير «دون تحفظات». تميّزت أشغال اللجنة المركزية للحزب العتيد التي التئمت، أمس، في أول دورة لها في أعقاب المؤتمر العاشر الذي زكّى سعداني على رأس التشكيلة، بالمصادقة على مبادرة الحزب المعلن عنها، أمس الأول، من قبل سعداني خلال اجتماعه بأمناء المحافظات؛ تقليد دأب عليه الحزب عشية كل اجتماع للجنة المركزية. في خطاب مطول استغرق 45 دقيقة، عرّج سعداني على أهم القضايا التنظيمية، وكذا الوطنية، تؤشر على عزم الحزب أن يكون قاطرة الطبقة السياسية. واختارت القيادة، على غرار أحزاب أخرى، تقديم مبادرة قوية لدى استئناف الحزب عمله السياسي، بعدما خلد لراحة دامت عدة أشهر في أعقاب المؤتمر العاشر. وقال في سياق موصول، «نقترح جبهة عمل جديدة دعما لمبادرة رئيس الجمهورية، في شكل مبادرة سياسية وطنية من أجل التقدم في ظل التلاحم والاستقرار»، مفتوحة لكل الأحزاب المعتمدة في الساحة السياسية والنقابات المهنية، ومنظمات أرباب العمل، ووسائل الإعلام والشخصيات المستقلة. واستنادا إلى توضيحات سعداني، فإن المبادرة التي تكرس الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية، وهي الثانية من نوعها بعد التحالف الرئاسي الذي جمع لعدة سنوات تحت لوائه ثلاث تشكيلات سياسية ممثلة في «الأفلان»، والتجمع الوطني الديمقراطي «الأرندي»، وحركة مجتمع السلم «حمس»، فإنها موجهة إلى «كل من يشاطرنا الرأي حول القضايا الوطنية والدولية، ومن يشاطرنا نفس درجة الوعي بالتحديات والرهانات لتفادي خطر ما يتربص بالجزائر بوحدة وأمن الجزائر». في كلام وجهه إلى كل من سينخرط في المبادرة، اقترح الأمين العام ل «الأفلان» تعزيز الوحدة وتكريس الاستقرار ودعم المصالحة الوطنية والسهر على الأمن الوطني، من خلال التنسيق في إطار جمهورية ودولة مدنية، داعيا كل الأطراف التي ستلتحق بها، إلى «دعم، دون تحفظات، برنامج رئيس الجمهورية، الذي التفّ حوله الشعب». سعداني، الذي لم يخف «فخره»، كون الوزير الأول عبد المالك سلال وما لا يقل عن 14 وزيرا في الحكومة الحالية مناضلين في الحزب، شدد على ضرورة «تعزيز زعامة «الأفلان» في الساحة السياسية الوطنية، باعتباره القوة الرئيسية منذ العام 2002، التي تنشط؛ قوة استمدتها من الأغلبية التي افتكتها خلال مختلف المحطات الانتخابية. وبعدما أشار إلى أن الانخراط في المبادرة ليس محددا زمنيا، كونها مفتوحة، قال سعداني بصريح العبارة «الأفلان في طليعة الخيارات السياسية للبلاد»، وأن الجبهة تضمن القيادة التي خولتها لها الاقتراعات ومصداقية شخص بوتفليقة باعتباره رئيساً للجمهورية وللحزب. وذهب إلى أبعد من ذلك بقوله، «لن نتبع كالأطرش في الزفة، خيارات تنتهجها أحزاب سياسية أخرى، لأنّ هالة المجد تفرض على الحزب أن يأخذ بزمام المبادرة، ليكون في الصدارة كلما تعلق الأمر بمستقبل البلاد»، مضيفا «وعلى «الأفلان» الذي قلّ ما أخطأ في خياراتها، أن يدل على الطريق ويتحمل مسؤولياته، كما تحملها في الفاتح نوفمبر 1954، وفي 1989 بتنظيم السلطات، حيث قامت بربيعها الخاص واضعة البلد في التعددية، وفي 1999 و2004 و2009 و2014 وباقتراح مرشحها رئيس حزبها وفي تبني الوئام المدني وخيار المصالحة الوطنية»، واقترح بخصوص الأخيرة يوم 29 سبتمبر يوما وطنيا للمصالحة والأمل. وفي سياق عرض البرنامج، أكد تمسّك الحزب بتوفير السكن وكل ضروريات العيش لكل الجزائريين حتى في أوقات الأزمات الاقتصادية، قبل ذلك ذكر بأن الأمن الوطني وسياسة الدفاع في الخط الأول.