يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم في زيارة عمل وتفقد لولاية بسكرة يتابع من خلالها تجسيد المشاريع المدرجة في برنامج دعم النمو بالكيفية المطلوبة والمواصفات بعيدا عن الانجاز من اجل الانجاز. وهي مسالة يعيرها الرئيس الاهتمام البالغ، ويشدد عليها في كل زيارة ميدانية متوقفا عند كل كبيرة وصغيرة دون الاكتفاء بالتقارير التي تأتيه. ويقوم الرئيس خلال زيارته العملية الرابعة لعروس الزيبان التي يحل بها في حدود العاشرة صباحا، بتدشين ووضع حجر الأساس لمشاريع حيوية في مجالات الموارد المائية والسكن والتربية والتعليم العالي والصحة والتاريخ، وهي مشاريع تعطي إضافة للتنمية المحلية في بسكرة بوابة الصحراء الممتدة على مساحة 519,21 كلم مربع ويسكنها ما يقارب 723 ألف نسمة. وببلدية سيدي عقبة، المحطة الأولى، يزور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المستثمرة الفلاحية ويطلع على المنتوج الذي أعطته قيمة إضافية بعد السياسة الوطنية التي وضعها الرئيس في أولى المستعجلات بهدف تامين الأمن الغذائي وإخراج البلاد من التبعية للخارج في وقت أصبح فيه الغذاء سلاحا وورقة ضغط يلوح بها ويساوم على القرار السياسي والسيادة الوطنية. ويتوقع أن يعطي الرئيس بوتفليقة في إشرافه على الندوة الوطنية حول تجديد الاقتصاد الفلاحي والتجديد الريفي التي تجري وقائعها ببسكرة تحت رعايته السامية هذه السياسة التي لا بديل لها في جزائر تعود من بعيد وتخوض غمار التحرر من التبعية إلى الاستيراد الذي فاق الحدود ببلوغه 40 مليار دولار هذا العام. ويتوقع أيضا أن يعلن الرئيس في خطابه أمام الندوة الوطنية عن مبادرات جديدة تجاه الفلاحين تخفف عنهم أعباء وضغط الديون ومتاعب الحصول على البذور والأسمدة وكلفة الكهرباء وما شابهها. ويدور في الشارع البسكري حديث عن إمكانية إعلان الرئيس عن إجراءات تحفيزية للفلاحين تزيد من وتيرة الاستثمار في القطاع الذي يسجل أعلى المداخل وأقواها في نسبة النمو، ويحتاج إلى المزيد من الرعاية والعناية تأمينا للغذاء الوطني مصدر كل الانشغال السياسي على طول. فليس غريبا أن تكون الفلاحة، القطاع الأكثر نشاطا واستقطابا لليد العاملة في بسكرة بحكم خصوصية الولاية وتمايزها والسياسة الوطنية التي تجعل المنطقة قطبا فلاحيا بامتياز، تترجمه الأرقام التي تحمل دلالات وأبعاد لا تقبل الشك والجدل. فقد وضعت بسكرة في رواد الزراعة المحمية حيث تتراى لك البيوت البلاستيكية في كل مكان جاعلة من المنطقة الدورادو المستثمرين الفلاحيين على الإطلاق. وتحتفظ الولاية ببساتين بها 2,4 مليون نخلة منتجة 8,1 مليون قنطار من مختلف أنواع التمور تعد دقلة نور عروستها الاستثنائية. وغير بعيد عن المزرعة يدشن الرئيس المركب الثقافي بسيدي عقبة الذي يعد بحق منارة علم وإشعاع ديني في هذه الربوع المتشبعة بقيم الأصالة والهوية دون غلق المنافذ على المتغيرات والحداثة. وبعدها يضع الحجر الأساس لمشروع انجاز مركب لتجمع المواهب الشابة في كرة القدم. على مستوى التربية والتعليم العالي، يدشن الرئيس بعد استقباله الشعبي في حدود منتصف النهار 06 آلاف مقعد بيداغوجي بمعهد الهندسة المعمارية والفلاحة والعلوم الاقتصادية والآداب، وهو معلم علمي مشيد بأبهى هندسة تعطي للمنطقة الخصوصية والتمايز. كما يدشن الرئيس ويطلق اسم المرحوم عمر البرناوي على مركز البحوث العلمية والتقنية للمناطق الجافة. ومن المشاريع الأخرى السكنية والصحية المدرجة ضمن البرنامج الرئاسي، تدشين المتحف الوطني للولاية التاريخية السادسة الذي يكشف عن جانب مهم من التاريخ الوطني الواجب تعريف الأجيال به وحمايته من التطاول والمساس حفاظا على الذاكرة الجماعية، وهي مهمة ما انفك الرئيس يوصي بها ويجددها في كل مناسبة آخرها تأكيده الصريح في يوم الشهيد على تدوين التاريخ الوطني وكتابته بيد جزائرية نزيهة تسد كل فجوة على أولئك الذين لا يحلو لهم استقلال الجزائر وتحررها الأبدي من الوصاية والأبوة.