الحكومة تتعهد بحماية الديمقراطية الناشئة وتأخذ في الإعتبار انشغالات المحتجين بينما تواصل الوحدات الأمنية التونسية بالتنسيق مع الجيش تأمين الوضع في البلاد و إجهاض التحرّكات التخريبية التي تقوم بها بعض الفئات الشبانية، تعهد رئيس الوزراء التونسي السبت بالمحافظة على الديمقراطية الناشئة في البلاد، و حثّ التونسيين على التحلي بالصبر و ذلك على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي هزت أرجاء البلاد للمطالبة بالوظائف في أسوأ احتجاج منذ انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق . في أول كلمة وجهها للشعب، حاول رئيس الوزراء الحبيب الصيد من قصر الضيافة بقرطاج تهدئة النفوس وقال “أدعو إلى الهدوء وأحث كل الأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد على الوحدة الوطنية للمحافظة على الديمقراطية الناشئة في تونس كنموذج ناجح ومتميز في المنطقة”. وأضاف الصيد أن حكومته تتفهم تماما مطالب المحتجين وتعمل جاهدة لإيجاد حلول للعاطلين عن العمل مشيرا إلى أن بعض التيارات الهدامة تحاول استغلال هذه الأمور، لكنه تعهد بأن تبقى تونس “مثالا للانتقال الديمقراطي الناجح”. وبعد أيام من الاحتجاجات العنيفة، بدأ الهدوء التدريجي يعمّ أغلب مناطق البلاد، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية وليد اللوقيني إن الاوضاع هدأت بأغلب المدن وإن الشرطة اعتقلت عشرات الشبان الضالعين في عمليات نهب وتخريب. و قد تم السبت العثور على عنصر أمن مقتولا و ملقى في الطريق بمحافظة قفصة بجنوب غرب البلاد، و ينتمي القتيل الذي يعتبر ثاني رجل أمن يسقط في هذه الاحتجاجات إلى وحدات التدخل و كان بزيّ مدني و على وجهه آثار العنف . وقال رئيس الوزراء التونسي إن حكومته واعية تماما بحجم المصاعب الاقتصادية التي تعانيها بلاده مضيفا أن الحكومة منكبة على إيجاد حلول للشبان المحبطين الذين قد تحاول تيارات متطرفة استغلال يأسهم وإحباطهم. وأعرب عن تفاؤله بالخروج من الوضع الصعب وإن تطلب وقتا. وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 بالمئة في عام 2015 مقارنة مع 12 بالمئة في 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس. وقبل أيام قال خالد شوكات المتحدث باسم الحكومة إن السلطات ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين وتبدأ في تنفيذ مشروعات. ولكن إعلانه أجج بسرعة الغضب لدى آلاف الشبان في عديد المناطق الأخرى الذين طالبوا بإجراءات مماثلة وخرجوا في مظاهرات عنيفة.