ورد إلينا توضيح من طرف الدكتور بلمكي حول بعض الأخطاء التي طرأت في تدوين لقاء “ضيف الشعب” في صفحات “الشعب الثقافي” ليوم 11/01/2016 ( وهذا طبعا دون قصد...) شيشناق كان ينتمي ل “الليبو” وهم قوم قدموا من بحر إيجا واستقروا غرب دلتا النيل (مصر). وكان المصريون الذين عاصروهم منذ القرن ال 12 ق.م. (بعد أول غزوة لهم على مصر حوالي 1229 ق.م.) يصنَفونهم ضمن “شعوب البحر”... وشعوب البحر تركوا أسماءهم “لإتروريا” و«سردينيا” و«كرسيكا” و«فلسطين”... و«ليبيا”. وجزر إيجا تابعة الآن لليونان... فكيف يمكن لليبو أن يكونوا “أمازيغ” حتى ولو استقروا واستطونوا في هدا الجزء من شمال إفريقيا لمئات السنين. وكان شيشناق مرتزقا في الجيش المصري، حيث ارتقى لرتبة قائد سامي، وانقلب على فرعون زمانه على رأس جيش معتبر مدعم بتحالف مع “الجيتول”(Gétules... والإنتصار العسكري غير كاف لإعتلاء عرش فرعون... فتزوج بأخت الملك المغلوب ليصبح من الأسرة الملكية... وبالتالي، “ليبي” لا تعني “إغريقي” ولا “أمازيغي”. لأن الحضارة الإغريقية (اليونانية) لم تظهر قبل تأسيس أثينة في القرن ال8 ق.م). و«إمازيغن” ليست مسطلحا جامعا(Nom Générique)يشمل كل الأقوام التي نزحت الى شمال إفريقيا في العصور الغابرة. لقد ذكرت الفرعون “رعمسيس 2 “ في سياق الحديث عن موسى عليه السلام وليس “بسوسنًيس 2” آخر فرعون في السلالة ال 21 المصرية... لم أقل أن شيشناق انتصر على رعمسيس 2 ... ولم أقل قدم من بحر إيجا لأنه كان ينتمي لقبيلة أصبحت إفريقية منذ زمن بعيد. فيجب إستدراك الخلط بين العصور القديمة (Anachronismes)، الناجم عن عدم استيعاب تسلسل الأحداث المتتالية عبر العصور. قلت بأن المغاربة القدامى، بمختلف مكوناتهم، كانوا يعتمدون تقويما زراعيا أصيلا ومتأصلا قبل قدوم الرومان بكثير... ولم أقل أن هذا التقويم كان يتكون من عشر (10) أشهر... وكانت السنة الزراعية التقليدية تبدأ من “ما يوافق 21 ديسمبر” عند دخول فصل الشتاء، لتستمرً لسنة شمسية كاملة عبر أربعة (04) فصول (“تقرست”، “تفسوت”، “إويلن”، و«أموان”)... و12 شهرا، أسماؤها مدونة في مخطوطات وصلتنا من القرون الوسطى وخضعت لدراسات دقيقة من طرف دوي الإختصاص في عام 2002 ... وبحكم الإحتلال الروماني والتثاقف الناجم عنه (التفاعل والإندماج الثقافي، ثم إضعاف و تدمير الأنظمة التقليدية للشعوب الأصلية نتيجة التهجير والترحيل القسري والتمدُن الدَخيل)، اضطر أسلافنا وغيرهم من سكان شمال إفريقيا، لإعتماد التقويم الروماني المفروض عليهم، خاصة التقويم اليولياني(JULIEN).. دون شحن تقويمهم بالثقافة والمعتقدات الوثنية الرومانية. إذا، لم أذكر قط سنة أمازيغية ذات عشر (10) أشهر، بل تحدثت عن تحريف التقويم التقليدي العريق للبربر بعد فرض التقويم الروماني على السكان الأصليين.