ميهوبي: 4 آلاف طالب تخرجوا من مدارس عليا نظم برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر، أمس الثلاثاء بقصر الثقافة مفدي زكريا، لقاء حول انطلاق برنامج التكوين «دعم القدرات المهنية من أجل حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر»، الذي يندرج في إطار التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا البرنامج إلى دعم إدراج التراث الثقافي في التنمية الاقتصادية والبشرية وهذا وفقا للإستراتيجية القطاعية والوطنية. افتتح اللقاء السيد زهير بلالو، مدير برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر، بكلمة قال فيها إن هذا اللقاء هو ثمرة عمل تواصل على مدى سنة ونصف، مشترك بين وزارة الثقافة، الاتصال، التكوين المهني، والسكن من خلال مساهمة خبراء عمرانيين. مضيفا أن طريقة عمل وزارة الثقافة حاليا هي التركيز على حماية التراث. وسيتضمن البرنامج دورات تكوينية لعدد من القطاعات، بما في ذلك الصحفيون. أما السيد كريستيان دانييلسون للسياسة الأوروبية العامة للجوار ومفاوضات لمدير العام بالبعثة الأوروبية فوصف البرنامج بأنه طموح من حيث الموضوع، الأهداف والحجم. الثقافة هي ضمن مقاربتنا الجديدة في سياسة الجوار. كما أثنى على التراث الجزائري الممتد على مدى قرون، وقال إن الثقافة محفز للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي. «نهدف إلى تقديم الدعم التقني والمنهجي للجانب الجزائري، كما نهدف أن نجعل من هذا البرنامج نموذجا في المنطقة المتوسطية للتعاون البين ثقافي». وفي تصريح مقتضب للصحافة على هامش اللقاء، أضاف دانييلسون بأن «العلاقات بين الطرفين ثرية، وينبغي إثراؤها أكثر». من جهته قال السيد علي مقراني، مدير التعاون مع الاتحاد الأوروبي بوزارة الشؤون الخارجية: «من فائدتنا جميعا التأسيس لمستقبل مشترك.. نحن مرتبطون بالعوامل التاريخية، الديموغرافية، وبالتقارب الجغرافي، فحوض المتوسط يجمعنا، إلى جانب المصالح الاقتصادية وعوامل أخرى مثل الإرادة من الطرفين في العمل معا». وتحدث مقراني عن خلق البيئة المواتية لكي تعمل ضفتا المتوسط معا، معبرا عن فخر الجزائر بإنتاجها السينمائي. وأضاف أن الثقافة «تتجاوز اليوم المفهوم الكلاسيكي للتنشيط، وصارت اقتصادا حقيقيا وصناعة، العمل على الحفاظ على التراث للحفاظ على الهوية الوطنية وكذا لأنها تراث للإنسانية»، مشيرا إلى جوانب التنسيق التي تشمل البعد الاستراتيجي، البعد الاقتصادي، وبعد العلاقات الإنسانية. أما عن مضمون اللقاء، أكد مقراني بأن هذا التكوين سيسمح بنقل الخبرات والتأسيس لمهن جديدة، تحية للجمعيات التي انخرطت في هذا المسار. أكد ميهوبي بعد عودته من قسنطينة أن وزارة الثقافة تولي اهتماما للتكوين أين وفّرت إمكانيات معتبرة وجنّدت كل الطاقات لوضع وتنفيذ «مخطط تكويني منسجم مع متطلبات القطاع».. وقد تمّ إنشاء عدد من المدارس والمعاهد العليا غطّت مختلف جهات الوطن في مختلف التخصصات، كالفنون الجميلة والموسيقى وفنون العرض والسمعي البصري وآخرها المدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية. وقد تخرّج من هذه المؤسسات ما لا يقل عن 4000 طالب منذ 1992. وكشف أولبصير بأن شهر التراث هذه السنة سيحمل شعار تثمين القيمة الاقتصادية للتراث. في إشارة إلى أن الهدف من هذا التكوين يكمن أساسا في دعم مسعى الوزارة في تعزيز القدرات المهنية وتنمية المهارات الفنية لمهنيي التراث الثقافي «المادي واللامادي والسمعي البصري» في قطاع الثقافة وقطاع التكوين المهني وكذلك قطاع الإعلام. بعد ذلك تم عرض شريط مصور ل INA يظهر مواقع تراثية جزائرية مطلع القرن الماضي، مواقع مثل قصبة الجزائر، مدغاسن، تيمقاد. بعد ذلك، قدّم الأكاديمي والناقد السينمائي أحمد بجاوي مداخلتين، تمحورت الأولى حول «السياق السينمائي والتصويري الجزائري»، أما الثانية فطرحت إشكالية «ما هي الأولويات والآفاق للتراث السينمائي والتصويري الجزائري؟».. كما تم طرح محاور أخرى مثل رهانات المؤسسات الثقافية المسيّرة للمادة السمعية البصرية، والتحديات التي يواجهها حفظ التراث السمعي البصري. تكوينات لصالح مختلف القطاعات وسيتم انطلاق غالبية التكوينات في الشهر الحالي لفائدة المؤسسات الجزائرية العاملة في مجال التراث الثقافي (المتاحف، المدرسة الوطنية للترميم، المهندسين ومكاتب الدراسات، الحظائر الثقافية، مديريات الثقافة...) والجمعيات الناشطة في مجال التراث الثقافي، وذلك من خلال التكوين في جرد الممتلكات الثقافية، بما في ذلك المنقولة، العقارية، غير المادية والسمعية والبصرية. التكوين في حرف ومهن التراث الثقافي عبر تكوين المكونين المنتمين لقطاع التكوين المهني. وأخيرا تكوين الجمعيات الناشطة في مجال التراث الثقافي. ويتولّى خبراء البرنامج بالتدريب العملي والنظري لصالح المتربصين التابعين لمختلف المؤسسات المعنية بالتراث على المستوى الوطني. أما ورشات التكوين في مجال حماية التراث السمعي البصري، التي انطلقت أمس الثلاثاء، فتأتي لصالح إطارات المؤسسات المعنية بالتراث السمعي البصري وتتواصل إلى غاية غد الخميس.