رفقاء الفقيد يجمعون على خصاله في شهادات ل «الشعب» شيّع، ظهر أمس الجمعة، بمقبرة سيدي فرج، بالجزائر العاصمة، جثمان الوزير السابق ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور الشيخ أبوعمران، بحضور كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة، يتقدمهم وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح ووزراء سابقون ونواب البرلمان بغرفتيه، إلى جانب عديد الوجوه السياسية والثقافية الجزائرية، إلى جانب الأهل وأصدقاء ورفاق الفقيد في الدراسة. كما صنع أفراد الكشافة الإسلامية المشهد الجنائزي من خلال الحضور النوعي في جنازة الفقيد. أجمعت عديد الوجوه التي تحدثت ل «الشعب» ورافقت تشييع جنازة الفقيد أبوعمران، أن الرجل كان موسوعة فكرية وقامة معرفية وفلسفية قلما تجد مثيله، وهو على مشارف عقده التاسع مازال يشع ويبدع في شتى مجالات الفكر، سواء من خلال النشر أو التأليف، وأحيانا مدافعا عن التراث والفكر الإسلامي. ورغم تقلده عديد المناصب، إلا أن الشيخ كان التواضع شيمته ولا يبخل بما يملك من معرفة في أمور يكثر فيها الجدل، فتراه يقدم البدائل والحلول، واضعا الطرق السهلة لبلوغ المراد، بعيدا عن الثرثرة والغوغائية، فهو لا يتحدث في أمور إلا وله فيها من البحث والدراسة المقالات والإسهامات العديدة. وقد أبرق رئيس الجمهورية إلى عائلة الفقيد وأصدقائه وطلبته برقية تعزية واصفا فيها فقدان الشيخ خسارة للثقافة الوطنية، باعتباره قامة فكرية ومعرفية، وهو أحد أبناء مدرسة الكشافة الإسلامية حين احتضنته شبلا وكرمها حين بلغ من العلم عتيا، فوفر لها مؤلفا ذكر فيه مسيرة هذه الحركة الكشفية. نفس السياق ذهب إليه أحد الأئمة في تأبينية المرحوم، معرجا على مساره التعليمي والتكويني الذي بدأه معلما فأستاذا إلى غاية وزيرا، في الحكومة الجزائرية ثم رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، مذكرا بخصاله الحميدة التي كان يتحلى بها ومواقفه ذات الصيت. رغم تقدمه في السن إلا أن الفقيد كان يحرص دائما على تلبية الدعوات التي توجه إليه، سواء محاضرا أو مشاركا أو ضيفا، ولم يتردد إلا إذا كان المانع أمرا طارئا وصحيا، فتراه يعتذر لذاك ولذلك، وكان يقول عنها حتى لا تظلم النفوس بعضها بعضا، وهي أخلاق قلما نجدها الآن.