إجماع على شخصية الفقيد الحامل لقضية عادلة أجمعت شخصيات وطنية ووزراء سابقون وشخصيات سياسية وممثلو منظمات المجتمع المدني وشخصيات دينية، على أن القارة الإفريقية والعالم العربي والإسلامي فقد برحيل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أحد أبرز رموز الكفاح والنضال في سبيل الحرية والاستقلال، مؤكدين أن الرجل أفنى حياته منذ توليه قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ولم يتوان في خدمة شعبه ووطنه ملبيا نداء الشهداء، داعين الشعب الصحراوي إلى الالتفاف حول مبادئه وقيمه الثورية. بعد فتح سجل التعازي، تحول مقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بشارع فرانكلين روزفلت بالعاصمة، أمس، إلى قبلة للثوار والمدافعين عن قضايا التحرر والإنسانية. في جو من الحزن والأسى توافد، منذ الساعات الأولى للصباح، عشرات المعزين إثر رحيل المجاهد الرمز محمد عبد العزيز، الذي وافته المنية، أمس الأول. وإثر هذا المصاب الجلل فتحت السفارة سجل التعازي أمام الوافدين من مجاهدين، وزراء سابقين وشخصيات سياسية وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر. لم تتسع القاعة المخصصة لسجل التعازي لاستيعاب الشخصيات التي تواصل توافدها للتوقيع على سجل التعازي. وفي هذا الصدد، قال وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد القادر خمري، إن الفقيد حمل مشعل السلاح والسلام وكان ملبيا لنداء شهداء القضية الصحراوية ولم يتوان في خدمة شعبه ووطنه الذي عايش معه آلامه وآماله في نيل الاستقلال. من جهته قال الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، إن محمد عبد العزيز لمَّ شملَ كل المدافعين عن قضايا التحرر في العالم، فكان رمزا للكفاح والنضال ولطالما كان واثقا أن شعبه سيحقق النصر والاستقلال، موضحا أن الرجل جعل من القضية الصحراوية قضية شعبية تناصرها كل الشعوب التواقة إلى التحرر والاستقلال، مؤكدا أن القضية ستحقق النصر لا محالة، مادام العالم أجمع يؤكد أنها قضية عادلة ومشروعة. ووجه الجميع رسائل قوية إلى الشعب الصحراوي، الذي كان متمسكا بوحدة وطنيه وقائده الراحل إلى آخر لحظة في حياته، داعين الشعب الصحراوي الشقيق إلى مواصلة الدرب على خطا المجاهدين والشهداء. وفي هذا الخصوص، قال كاتب الدولة المكلف بالشباب سابقا بلقاسم ملاح، إن الرجل كان صلبا أمام دعاة التفرقة ولم يفسح المجال قط لكل مشكك في القضية منذ توليه قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. ممثلو الأحزاب السياسية: رحيل رمز حركات التحرر في إفريقيا قال رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، إن الأحزاب السياسية الجزائرية تؤكد دعمها للقضية الصحراوية، باعتبارها قضية عادلة، معتبرا أن العزاء ليس للشعب الصحراوي وحده بل حتى الشعب الجزائري حزين لرحيل المجاهد الذي قدم دروسا في الإنسانية والتحرر وكان من المدافعين الأوائل عن حقوق الإنسان، قائلا: “إن رحيله يؤكد تمسكنا بمبدإ الشرعية الدولية لاستقلال الصحراء الغربية”. بدوره قال الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني، إن الشعب الصحراوي والجزائري فقدا رجلا من الكبار، لأنه خط صفحات حياته بالنضال المستمر مجاهدا ودبلوماسيا وسياسيا محنكا ومفاوضا حكيما، مؤكدا دعم حزبه الكامل للأشقاء الصحراويين في سبيل تحقيق النصر والاستقلال، من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي، داعيا شعوب الحكومات المشككة في القضية إلى مواصلة الضغط على قياداتهم لدعم القضية وتبني قرارات الشرعية الدولية. كما نوّهت رئيس المجموعة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالمجلس الشعبي الوطني سعيدة بوناب، بخصال الراحل الذي كان له قلبا من حديد في الدفاع عن شعبه مثلما حمل قلبا مدافعا عن الإنسانية وكان أخا للجميع صغارا وكبارا، قائلة: “إننا فقدنا أحد كبار الرجال والمناضلين والمقاومين في سبيل الحرية”. وأعرب الحضور من مجاهدين وممثلي منظمات المجتمع المدني عن تمسّكهم بدعم الشعب الصحراوي الشقيق في محنته أمام هذه الفاجعة الأليمة، حيث نوه رئيس التنسيقية الإفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي ورئيس التحالف المدني عبد التقار وقوفهم مع النضال السلمي ومواصلة المطالبة بتحقيق المصير الذي رافع الراحل لأجله طيلة أربعين عاما وكان من رموز جيش التحرير الصحراوي. وقال رئيس لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي سابقا محرز العماري، إن الرسالة الأبدية التي تركها هي رسالة التحرر والاستقلال والتضحية من أجل الوطن، داعيا إلى الالتفاف حول هذا المسعى الذي ناضل لأجله الراحل محمد عبد العزيز. ممثلو البعثات الدبلوماسية يوقعون على سجل التعازي بعد إعلان سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فتح سجل التعازي، ابتداء من أمس وعلى مدار أسبوع كامل، قدّم سفراء الدول الشقيقة والداعمة للقضية الصحراوية واجب العزاء، بالتوقيع على سجل التعازي. وكان في مقدمة المعزين سفير الجمهورية الموريتانية بالجزائر وسفير كوبا وكذا سفير دولة الموزمبيق.