اعتبرت الدكتورة ''خولة طالب الابراهيمي'' في منتدى الاذاعة الثقافية، أول أمس، أن المشكلة الأساسية المطروحة حاليا على مستوى المسألة اللغوية، هي اللغة في المدرسة وكيفية تطويرها وجعلها لغة حية مثل اللغات الأخرى، كونها لغة عالمية يجب إخراجها من المنظور التقليدي، فأغلبية الجزائريين يعتبرونها لغة (شعر، أدب ودين). وهنا -تساءلت الباحثة- عن دور المؤسسات المعنية، كالمدرسة، ووسائل الاعلام، دور الانتاج والمفكرين في تجديدها تتماشى مع الواقع المعاصر. وأكدت الدكتورة خولة أن هذا الواقع هو نتاج مشكلة تاريخية مرتبطة بالثقافة والهوية السياسية بالدرجة الأولى، حيث لم يحسم الأمر الى يومنا هذا في الموضوع مما جعل الجزائريين يعيشون واقعا متعددا يجب الاعتراف به، وتساءلت -خولة طالب الابراهيمي- عن كيفية التعامل معه كونه تسبب في خلق بؤرة من الصراع تعددت وتنوعت فيه ألسنة الجزائريين من مستعملي اللغة العربية، الأمازيغية والفرنسية التي تتبوأ الآن مكانة معينة. وصورت الدكتورة المشهد اللغوي في الجزائر في انتاج تاريخ مر عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط التي شهدت بدورها مجموعة من الشعوب تركت بصماتها على هذه الأرض من خلال دخول اللغة العربية عبر الفتوحات الاسلامية، ثم الفترة الاستعمارية التي عملت على فرنسة الأرض الجزائرية بتهديمها للبنى المتعلقة بالهوية كالزوايا ودور التعليم. لكن بقيت اللغة الجامعة مجسدة في العاميات التي ظلت متداولة وكانت وعاء ثقافة شعبية راقية وقاومت اللغة الفرنسية التي كانت لغة الخبر آنذاك، كما أضافت المتحدثة. وقسمت الدكتورة اللغة الجزائرية إلى أربعة أنماط، لغة وطنية وهي اللغة العربية واللغة الأمازيغية واللغة الرسمية المتمثلة في اللغة العربية، ولغة رمزية مرتبطة بتصورات المجتمع وأخيرا لغة الخبر والعمل والتي تعتبر معضلة -حسبها- حيث العربية هي لغة المنظومة التربوية والفرنسية والانجليزية هي منظومة العمل والاقتصاد.