ناقشت أول أمس الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي خلال الندوة العلمية التي تندرج ضمن سلسلة ''الحوار الثقافي'' التي دأب على تنظيمها قسم اللغة العربية بالجامعة المركزية بن يوسف بن خدة مرة كل شهر، محورين أساسيين عالجت في المحور الأول ''البحث عن العلاقة التي تربط الأستاذ بالطالب وتأثيره على فكره''، أما الموضوع الثاني فقد تناولت فيه خولة موضوعا نقديا له أهمية كبيرة في السياق المعرفي والاجتماعي ويتعلق الأمر بمسألة مواطن العطب التي تعاني منه اللغة العربية واللهجات المحلية في المنظومة التربوية. أكدت خولة أهمية الجانب التكويني للطالب في النظام الجامعي عن طريق اتباع منهجية خاصة يتم على أساسها بناء مشروعه المستقبلي. واستشهدت المحاضرة في هذا السياق بالأستاذ عبد الرحمن حاج صالح الذي وصفت طريقة تدريسه في الجامعة بالمثالية. وفي موضوع اللغة العربية قالت خولة طالب الإبراهيمي إن لغة الضاد باعتبارها مؤسسة اجتماعية تقتضي منا تحديد المفاهيم العلمية عن طريق الترجمة، كما دعت خولة بالمناسبة إلى الإلمام باللغات الأجنبية خاصة تلك التي تربط الجزائر تاريخيا وجغرافيا، في إشارة منها إلى اللغات الفرنسية، التركية والإسبانية. وذهبت خولة بعيدا في تقييمها للمثقف العربي عندما وصفته بالمثقف التواكلي بحكم عمق التراكم التاريخي والحضاري الذي جعله يعتمد على غيره في تطوير المنظومة اللغوية. كما تطرقت المحاضرة إلى إشكالية المصطلح في اللغة العربية، موضحة في هذا الشأن أن تجاوز إشكالية المصطلح تقتضي اعتماد ثلاثة عناصر منها جعل اللغة العربية لغة حية في المنظومة التربوية، وأن يكون الإنتاج العلمي والأدبي باللغة العربية وأن يكون هذا الإنتاج راقيا، فيما حصرت العنصر الثالث في غياب الابتكار في مجال التكنولوجية داعية إلى ترجمة مصطلحات مختلف العلوم إلى اللغة العربية. كما أثارت خولة مشكل استخدام اللغة الفرنسية في الجزائر والذي أرجعت سبب انتشارها إلى الوجود الاستعماري ''بحكم أن هذه اللغة كانت ولتزال لغة الخبز''.