دق الأطباء والمختصين ناقوس الخطر حول حالات التسمم الغذائي التي عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال شهري جويلية وأوت بالجزائر العاصمة، مؤكدين أن أغلبية الإصابات ناتجة عن تناول المأكولات الفاسدة بسبب سوء تخزينها وعدم احترام قواعد النظافة. من جهتها كشفت الطبيبة العامة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعاشور سهام لحرش، أنه في بعض الأيام تصل حالات التسمم الغذائي إلى حوالي 20 إصابة في اليوم، من بين 80 مريضا يتم استقباله وفحصه بالعيادة من مختلف الأعمار، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بأعراض التسمم الغذائي ارتفع بشكل كبير بعد شهر رمضان في مختلف المؤسسات الصحية. وأكدت الدكتورة أن أغلبية الإصابات التي يتم تسجيلها في هذه الفترة ناتجة عن تناول الأغذية الملوثة بأنواع مختلفة من الفيروسات من خلال عدم غسل اليدين وغياب النظافة في طبخ المأكولات، موضحة أن أعراض الإصابة تختلف حسب الحالات، فهناك من تظهر لديهم علامات التسمم خلال ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث وقد تبدأ في الظهور بعد عدة أيام من ذلك كالشعور بالغثيان والقي وإسهال مائي وآلام على مستوى البطن وفقدان الشهية في حين توجد أعراض إذا ظهرت فإن الأمر خطير يستدعي معاينة استعجالية للطبيب كالحمى والتعب الشديد. وفيما يخص النصائح الواجب إتباعها للوقاية من الإصابة بالتسمم الغذائي أثناء فصل الصيف أجابت الطبيبة أنه من الضروري تجنب تناول الغذاء من مصادر غير موثوق بنظافتها وتجنب تناول المأكولات السريعة التي يتم تحضيرها بطريقة عشوائية لا تتماشى مع أساليب الوقاية، حيث تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلكين بالإضافة إلى أهمية تفادي تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدا. كما دعا الأطباء في مختلف الندوات التحسيسية إلى ضرورة المحافظة على النظافة العامة بغسل اليدين جيدا بعد قضاء الحاجة وقبل تحضير الأكل كون أغلبية حالات التسمم جماعية ناتجة عن غياب النظافة عند الطبخ في الأعراس والمناسبات وكذا في بعض المطاعم زيادة على عدم ترك الأطعمة مكشوفة وتخزينها بطريقة جيدة، والتأكد من سلامة الماء الشروب الذي في أغلب الأحيان يكون سببا في الإصابة بالتسمم. وأثبتت الدراسات المخبرية أن التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا يعد السبب الرئيسي في أكثر من 80 بالمائة من حالات التسمم وهو الأكثر خطورة مقارنة بالتسمم الفيروسي، حيث أجمع الأطباء على أنه مع الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة تتعرض الأغذية بمختلف أنواعها للفساد بمجرد ترك الطعام خارج الثلاجة، كما يمكن لتغير بسيط في طعم الأكل سيء التخزين أن يقود إلى الإصابة بالتسمم الغذائي. من جهتها أكدت لنا سمية ش البالغة من العمر 28 سنة أنها تعرضت، أمس، إلى تسمم غذائي بعد تناولها لوجبة احتوت على مادة الفرينة التي كانت قد انتهت مدة صلاحيتها، مشيرة إلى أنها شعرت بآلام شديدة في المعدة وغثيان، ما جعلها تنقل تتوجه مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج.