كثيرا ما نسمع اليوم كلمة الأدب النسوي أو أدب المرأة وكأنه طفرة أدبية أو نبتة غريبة نمت عشوائيا وسط النباتات المألوفة، أستغرب النظر للإبداع بمنظور الجنس؟ فالفن هو إبداع جمالي حر، وهي لغة استخدمها الإنسان لترجمة التعابير التي ترد في ذاته الجوهرية، و يرى بعض العلماء أن الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام لكن طبعا حاجة روحية سامية، والدليل حتى في العهد الحجري فكما صنع أدواته التي يستخدمها في تلبية حاجاته البيولوجية من حجر صنع آلاته الموسيقية والترفيهية.. فالفن والأدب وسيلة للتعبير عن ما يمتزج في فكر الإنسان وجوهر روحه من مشاعر وأحاسيس، وعن الهواجس والتساؤولات التي تغزوه والأحلام و التطلعات ....، كما أن الفن مرآة الطبيعة والبيئة فهو وسيلة محاكاة لأشكالها ولألوانها وأصواتها....، لذى نجده يختلف من مجتمع لآخر ومن بيئة لأخرى.....ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة، يبقى الفرق في جودة العمل وإتقانه وإثارته لذوق المتلقي من مبدع لآخر بغض النظر عن جنس المبدع. ومن القدم ظهرت نساء عربيا ت وغير عربيات مبدعات فائقات الذكاء راجحات العقل ....شاعرات، قائدات، مجاهدات ....آسيا امرأة فرعون، بلقيس ملكة سبأ، زنوبيا ملكة تدمر، كليوباترا التي كانت تتكلم العديد من اللغات، الخنساء، الشيماء، أمامة بنت الحارث، زرقاء اليمامة، رابعة العدوية، سجاح، شجرة الذر، الخيزران أم هارون الرشيد، دنانير المغنية، اعتماد الرميكية ملكة إيشبيليا، ولادة بنت المستكفي.... الملكة ديهيا بنت ماتيه بن تيفان المشهورة بلقب الكاهنة / قائدة عسكرية وملكة أمازيغية خلفت الملك أكسيل في حكم الأمازيغ وحكمت شمال أفريقيا عاصمة مملكتها هي مدينة ماسكولا (خنشلة حاليا) في الأوراس/ .... وصولا إلى مي زيادة و نازك الملائكة، زينب الغزالي وأم كلثوم فيروز، لالا فاطمة نسومر، حسيبة بن بو علي وجميلة بوحيرد.........وستمتد أسماؤهن سرب شموع مضيئة وسط الظلام والظلم والهمجية من يوم حواء إلى يوم القيامة. فلا فرق في وجود الموهبة والذكاء والحكمة والحنكة وحتى الكارزما بين ذكر وأنثى، الفرق في تعسف المجتمع اتجاه المرأة و ضغطها وكبتها وتوجيه طاقاتها العقلية والوجدانية منذ الصغر نحو تخصصات ومهن معينة دون سواها إن لم يكن نحو الطبخ والغسل .....، وتنشئتها على أنها مخلوق أقل قيمة وأهمية ومقدرة من الرجل ......وأنها خلقت لخدمته وطاعته وتلبية رغباته والسهر على راحته .... وإن شذت إحداهن عن القاعدة الطوطمية وتخطت الإطار الحديدي وتمكنت من كسر القيود والطابوهات وتمردت على الموروث الاجتماعي المعتق جيلا بعد جيل، وأزهرت من حجر ... سلط عليها سوط العقاب الاجتماعي من نبذ وهمز وغمز ولمز، و قد تظل عانسا وقد تفسخ خطبتها وقد تطلق..... إلا من رحمها ربها و حظها برجل عظيم متحضر متفهم إنسان من (ماركة) جيدة، وحتى في حال كهذه لن يسلما من تلسين السفهاء وغوغائية الببغاوات، فإن كان وراء كل رجل عظيم امرأة فوراء كل امرأة فاشلة مجتمع.